تعتبر ظاهرة الطلاق في أي مجتمع خطراً يهدّد استقراره وتقدّمه، باعتباره من القضايا المنبوذة لدى المجتمعات على مختلف دياناتها وثقافاتها، بحكم خطورته الاجتماعية والصحية والنفسية ، ويحمل في طياته كثيراً من الأضرار التي تخيب آمال المجتمعات وتقدمها وتفكك الأسر وتباعدها .
يؤثِّر الطلاق على المطلقة، ويؤدي إلى ضغوط نفسية يصاحبها ، الشعور بالندم، ونقص الإحساس بقيمة الذات، ومرارة الفشل في الحياة الزوجية، وفقدانها هويتها كزوجة. والإحساس بالحرمان، وعدم احترامها في كثير من المجتمعات، بالإضافة إلى الشعور بعدم إتاحة الفرصة لها بالزواج مرة أخرى , كذلك الحال للرجل المُطلّق ينتابه الخوف والقلق من حدوث فشل آخر للزواج .
الحياة الزوجية ألفة ووفاء ومحبة وتفاهم تُبنى على إدراك وتقارب في ثقافة الحياة الزوجية والتسليم بالواقع وتنفيذ الحقوق المشروعة التي كفلها ديننا الإسلامي الحنيف وليس بالعنف والتشدد والانفعال وفتل العضلات في أتفه الأمور .
شراكة العمر وتوافق الآراء والصدق والشفافية وثقة الطرفين صمام أمان لبناء أسرة آمنة هادئة تسودها الألفة والوفاء والمحبة , يعيشون في بيئة أسرية متكاملة, يرسمون أساليب التربية، والتنشئة السليمة لأبنائهم امتثالاً لقوله : صلى الله عليه وسلم: (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته) وقال: (والرجل راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها...).
أن الطلاق مهما تعددت أسبابه لايحدث إلا بسبب .. أما لعدم التوافق بين الزوجين من حيث التوافق الفكري وتوافق الشخصية والطباع والانسجام الروحي والعاطف بيد أن الأفكار المثالية تؤدي إلى عدم الرضا وإلى مرض العلاقة وتدهورها. وبشكل عملي نجد أنه لابد من حد أدنى من التشابه في حالة استمرار العلاقة الزوجية نجاحها, فالتشابه يقرّب التعاون ووجهات النظر وتوافق الآراء وتصويب الأخطاء بحسب معدل ثقافتهما ،فقد تكون الخلافات بين الزوجين مفيدة إذا كانت في إطار التكامل والاختلاف البناء الذي يضفي على العلاقة تنوعاً وإثارة وحيوية.
وإذا كان الاختلاف كبيراً أو كان عدائياً تنافسياً فإنه يبعد الزوجين كلا منهما عن الآخر ويغذي الكره والنفور وعدم التحمل مما يؤدي إلى الطلاق.
ونجد أن عدداً من الأشخاص تنقصه "الحساسية لرغبات الآخر ومشاعره أو تنقصه الخبرة في التعامل مع الآخرين" وذلك بسبب تكوين شخصيته وجمودها أو لأسباب تربوية وظروف قاسية وحرمانات متنوعة أو لأسباب تتعلق بالجهل وعدم الخبرة.
إحصاءات مخيفة تطالعنا بها وسائل الإعلام عن الطلاق وتصاعد أرقامه يوما تلو الآخر ناهيك عن العوانس اللواتي يقبعن في منازل أسرهن تحت وطأة المستقبل المجهول .. فكيف بالمطلقات ومستقبلهم المظلم
[COLOR=#ff1b00]بقلم الكاتبة: رانيا الحداّد[/COLOR]
التعليقات 1
1 pings
Warning: Attempt to read property "display_name" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 281
Warning: Attempt to read property "user_level" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 282
Warning: Attempt to read property "user_url" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 283
Warning: Attempt to read property "ID" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 284
25/04/2015 في 9:35 ص[3] رابط التعليق
روعة يا رانيا كلام صحيح
(0)
(0)