قرار دعم الشرعية في اليمن، وحماية أرض الحرمين الشريفين، من الخطر الإيراني الطامع من خلال عملية «عاصفة الحزم» التي تنفذها قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية قرار حكيم وصائب وشجاع وجريء، تم اتخاذه في الوقت المناسب وبالقوة المطلوبة، وبالكيفية المناسبة وباللغة التي يفهمها الحوثيون ومن ورائهم إيران، وهو قرار لدرء الفتنة والشر وتأمين حدود المملكة ومنافذها، وتوفير أعلى درجات الأمان والطمأنينة لقاصدي أرض الحرمين الشريفين من الحجاج والمعتمرين والزوار من مشارق الأرض ومغاربها.
كما أن هذه العملية الهادفة إلى تخليص اليمن من اختطاف الحوثيين تدعمها الشرعية العربية والدولية، وتحظى بالإجماع العربي والدولي كون الحوثيين في اليمن استقووا بإيران واستخدموا السلاح وانقلبوا على الشرعية، وسيطروا على المدن وعاثوا في الأرض فساداً، ولم يستمعوا لصوت العقل ولغة الحوار، وهم كحزب سياسي لا يحق لهم استخدام السلاح والقوة، لكنهم خرقوا الدستور والأعراف والقواعد، وانقلبوا على الدولة الشرعية، وقتلوا المواطنين ودمروا المساجد والجامعات المدارس واستهدفوا المدنيين الآمنين، وتحدوا الإرادة الدولية، وخططوا للسيطرة على المعابر الدولية للتأثير على الاقتصاد العالمي.
وليس غريباً أن يصدر هذا الموقف الشجاع الصائب الذي يمليه الضمير الإنساني والإسلامي ومسئولية المملكة تجاه المسلمين أينما كانوا، لاسيما الأخوة الأشقاء في اليمن، تلبية لنداء الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ونداء الشعب اليمني الشقيق، في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز «حفظه الله»، وهو الرجل المشهود له بالمواقف الداعمة والمعززة لحماية اليمن والدول الخليجية، والتصدي لكل ما يمس أمن وسلامة المملكة العربية السعودية من أي جهة كانت، والوقوف بحزم وعزم في مواجهة الأطماع الإيرانية المعروفة والمستمرة منذ سنوات، وهو الرجل الحكيم الذي ينظر للأمور برؤية ثاقبة، وحينما يتخذ القرار يكون قراره صائباً بتوفيق الله، وموفقاً وشجاعاً وحازماً ، لذا جاءت «عاصفة الحزم» اسماً على مسمى وخطوة مباركة تهدف إلى إبعاد الخطر والفتنة والشر عن بلاد المسلمين.
إن عملية «عاصفة الحزم» العسكرية المحكمة التي تنفذها قوات التحالف ويشرف عليها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز - وزير الدفاع ، بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز «حفظه الله» عمل إستراتيجي متقن يهدف إلى ترسيخ الشرعية في اليمن، ولجم المليشيات الحوثية الانقلابية التي أرادت اختطاف اليمن من أبنائها وتحويلها إلى بؤرة إرهاب تهدد السلام والأمن المصالح الدولية.
ولا يخفى على أحد ما تضمنته كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز- لدى استقباله قادة ومسئولي القطاعات ومشايخ القبائل والعلماء - من إدراك عميق للتحديات والمهددات الخارجية للمملكة، والمتطلبات الداخلية للوطن والمواطن، وهي كلمة جامعة برهنت على أن المواطن يتصدر اهتمامات القيادة ، وأن الأمن والاستقرار خط أحمر لا يسمح بالمساس به ، وأن المواطن هو حجر الزاوية ورأس الرمح في عملية التنمية والبناء ، لذا تأتي تلبية احتياجاته ومتطلباته مكان الاهتمام والعناية من القيادة الرشيدة «حفظها الله»، كما تضمنت الكلمة الشاملة اهتمام القيادة الرشيدة برجال القوات العسكرية، والحرص على تجهيز هذه القوات بأعلى درجات الجهوزية والقدرات التقنية العالية، بالإضافة إلى ما احتوته الكلمة من اهتمام بالخدمات التعليمية والصحية والعناية الخاصة بقضية الإسكان، التي بدت ملامح الحلول فيها واضحة للعيان.
إن الدور الذي تقوم به قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية من خلال عملية عاصفة الحزم دور مهم وتاريخي وشجاع ، فيه المفخرة والاعتزاز ودليل على استشعار المملكة والدول المشاركة معها أهمية كبح جماح الحوثيين الذين سطوا على الشرعية في اليمن بليل مستخدمين قوة السلاح وليس الحوار والكلمة والرأي، والعمل على إيقافهم عند حدهم، وإعادة الأمور إلى نصابها وتكريس الشرعية اليمنية، ووقف الفوضى، وإعادة التوازن ليس لليمن فحسب بل للمنطقة بأكملها من خلال تطويق الخطر الإيراني الداهم.
وفي إطار هذه العملية المباركة، تؤدي القوات العسكرية السعودية بمختلف قطاعاتها المشاركة دوراً أساسياً مستخدمة خبرتها وقدراتها العالية وتميز أفرادها وقادتها في تحقيق الأهداف وأداء المهام بإتقان ومهنية رفيعة، ولا أحد يجهل القدرات القتالية والدفاعية المتميزة للقوات العسكرية السعودية.
ولم أكن بعيداً عن واقع هذه القوات، بل ظللت على مقربة منها، وعلى دراية كاملة بأدائها المشهود وقدراتها العالية، وذلك خلال فترة تولي والدي صاحب السمو الملكي الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز آل سعود منصب نائب وزير الدفاع زهاء عقدين من الزمان، حيث كنت قريباً من رجال القوات العسكرية، فخبرت قدراتهم ومهاراتهم وصدق ولائهم وحسهم الوطني وحبهم للوطن والدفاع عنه بكل حماس وشجاعة وهذا ليس مستغرباً عليهم.
هذا الأمر جعلني أجد في نفسي الحماس ورغبة الاستعداد لأقدم نفسي كأحد الذين يتطلعون لنيل شرف الدفاع عن الوطن الغالي أرض الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية وقادته الأوفياء ، لكي أنال هذا الشرف الرفيع إذا لزم الأمر، وهذا إحساس يمليه الواجب الديني والحس الوطني في هذا الظرف الذي يحتم على الجميع العمل بيد واحدة من أجل درء الخطر الداهم والفتنة التي يقودها الحوثيون ومن يقف وراءهم ضد أشقائنا في اليمن وضد هذا البلد المبارك أرض الحرمين الشريفين.
حفظ الله قواتنا العسكرية الباسلة، والقوات الحليفة المشاركة معها، وسدد على طريق النصر والحق خطاهم، في ظل حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد، وسمو وزير الدفاع «حفظهم الله جميعاً» وحفظ بلادنا من كل شر وسوء، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
[COLOR=#ff0900]بقلم الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز[/COLOR]