سيرة بطل تسجل بطولات
سيرة قائد في زمن التبعيات
سيرة بطل شارك في العمليات وهو ينزف ويتألم من غرفة العمليات يقول في اجتماعه اليوم بمجلس الوزراء :" أستبيحكم عذرا أن أكون بينكم اليوم وأنا لا أزال في طور النقاهة إثر عملية جراحية ، كانت حالتي فيها أشبه بحالة أمتنا "
ربط جرحه وألمه بجرح أمته .
لم يقل جرح وطننا فنادى بالوطنية
ولكنه ازداد جرحه اتساعا مع الم أمته الجريحة.
تلك الأمة الإسلامية التي عانت في عصور مضت منذ عصر النبوة الى عصرنا الحاضر ، ويلات الحروب والمجاعات وزرع الخلافات بين ساساتها ، وسقطت دول ، وقامت دويلات.
وهذا مصداق لقوله تعالى : ( وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) . (الحج:40-41)*
أمة الإسلام كانت وماتزال بإذن ربها قائدة لجميع الأمم.
فرسالتها* " رحمة للعالمين"
ودستورها " القرآن العظيم وسنة النبي الأمين عليه أفضل
الصلاة وأتم التسليم"
كان يعمل ليل نهار لحماية أمة الإسلام عامة وبلاد الحرمين خاصة ، شاب وكبر وهو يبذل ويضحي ، ومع مرضه إلا أنه
مايزال كالبحرالهائج لمن أراد أخذ اللولؤ والمرجان من أعماقه
تقول عنه الكاتبة في صحيفة الجزيرة "سمرالمقرن" التقيت به في مكتبه فقال لنا كلمة تسطر بماء الذهب قال:" ( نحن نتعامل بصدق مع أعدائنا مثل ما نحن صادقون مع أصدقائنا.. يجب أن نكون صادقين مع العدو والصديق) .
صدق والله انه يستحق التقدير والاحترام والمحبة .
هو سعود الفيصل لاغير ، وهل يخفى القمر.
رجل المهمات الصعبة ، وحامي عرين الأمة والوطن.
تربى سعود في بيت السعد والشجاعة والفداء والشهامة.
ولد بين أبوين كريمين ، رضع من حليب الأم الصدق والوفاء.
وتعلم بين أحضان والده الرجولة والدهاء .
من أبوه ؟!
إنه فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله برحمته الواسعة
فيصل وماادراك مافيصل ؟!!
الماء العذب الذي لاينضب.
صاحب القلب الكبير ، والإحساس الجميل ، صاحب الكلمة
التي سجلها التاريخ وستبقى خالدة مدى الأزمان :
*" إن أكثر ما أكره هو الكذب الذي كرهه الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإني لأكره أن أسمعه ولو من أحقر الناس فما شاء الله أن أرضاه لنفسي* "
. يقول وزير الخارجية الأمريكي السابق في مذكراته أنه عندما التقى الملك فيصل في جدّه , عام 1973 م , في محاوله لإثنائه عن وقف ضخ البترول , رآه متجهما ً , فأراد أن يستفتح الحديث معه بمداعبه , فقال " إن طائرتي تقف هامدة في المطار , بسبب نفاد الوقود , فهل تأمرون جلالتكم بتموينها , وأنا مستعد للدفع بالأسعار الحرة ؟ ! .
يقول كيسنجر : " فلم يبتسم الملك , بل رفع رأسه نحوي , وقال : وأنا رجل طاعن في السن , وأمنيتي أن أصلي ركعتين في المسجد الأقصى قبل أن أموت , فهل تساعدني على تحقيق هذه الأمنية .
وينشأ ناشئ الفتيان فينا ...على ماكان عوده أبوه
إذا كان هذا الأب فكيف سيكون أبناءه .
وهكذا تربى سعود في بيت الشجاعة والقوة وحب الأمة.
نعم ياسادة
ومع عاصفة الحزم ، يأتيك رجال المواقف ، ليبنون البلدان
ويحمون الأوطان .
ولعلي أيها السادة أضفي عليكم من الشعر الحزل الذي قيل عن بطلنا :
يقول فيه الشاعر راشد النفيعي بيتين تكتب بماء الذهب وجاراه بعض الشعراء :
هز المـرض رأسـه ولا مـال رأسه
وقفة جبل دون الوطن لأربع عقود
تـدرون مـن يمـلا عيـون السياسة
سعــود لا قبلــه ولا بعــده سعــود.
بينما قال الشاعر صنيتان المطيري:
“هزّ المرض رأسه ولا هزّ باسه..
بقى ولد فيصل مثل شامخ الطود
ما اهتزت إلاّ قلوبنا والسياسة..
منهو لها غيره ومن يشبه سعود.
فيما قال الشاعر منصور ردة الحارثي:
هز المرض رأسه ولا هتز جاشه
صامد على طول الزمن كنه الطود
تهب في صدره رياح السياسة
وتمطر سحابتها لهابرق ورعود
فيما قال الشاعر معضد بن نشار العتيبي:
هز رأسه هز عز وفراسة
ومع كل هزه تتضح صورة العود
يطيب رأس الطيب من طيب ساسه
عساه يبطي ما دخل داخل العود.
هكذا عاش سعود الفيصل طيلة حياته وهو في خدمة دينه وأمته فلا تنسوه من دعوة صادقة أن يحسن له الخاتمة ويبعد عنه كل مكروه ويجزاه عنا خير الجزاء.
[COLOR=#ff000e]عبدالله الحارثي [/COLOR]
التعليقات 1
1 pings
Warning: Attempt to read property "display_name" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 281
Warning: Attempt to read property "user_level" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 282
Warning: Attempt to read property "user_url" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 283
Warning: Attempt to read property "ID" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 284
02/04/2015 في 9:12 م[3] رابط التعليق
اشكرك يا استاذ عبدالله ولقد اصبت كبد الحقيقة.
(0)
(0)