قبل فترة ليست بالبعيدة تم أكبر حدث تعليمي في التاريخ وهي حملة "hour of code" وهي عبارة عن ساعة يقضيها الطالب بتعلم البرمجة ستقول عزيزي القارئ البرمجة في ساعة! نعم في ساعة .
ليس هذا فقط بل عن طريق لعبة! تلعب وتستمتع وتتعلم علما ليس بالقليل فقط في ساعة !
هذا الحدث أثبت لي خطأ مقولة الشافعي : "ومن لم يذق مر التعلم ساعــة تجرع ذل الجهل طول حياته" ، فالتعليم من الواجب أن يكون ممتعاً "فمن لم يذق حلاوة العلم ساعة تجرع علقم التلقين طول حياته"
فتعليمنا يحتاج هذا الذكاء في طريقة إيصال المعلومة.
ولكن في الوقت ذاته تذكرت سبع الساعاتٍ التي نقضيها _ نحن الطلبة _ يومياً في المدرسة، وليس هذا فقط ؛ فبالرغم من أن المدرسة تشغل نصف عمرنا تقريباً إلا أنها مضيعة لوقت بعضنا ، وإقامة جبرية لبعضهم الآخر .
لا أعني بكلماتي هذه أن نقلل عدد الساعات دعونا ندرس 24 ساعة لكن ، هل فعلاً نحن الطلاب نستفيد من المدرسة؟!
ثم إن الوقت ليس عائقاً أبداً كما يعتقد بعضهم ، وعلى رأسهم صناع القرار.
ففي فنلندا ، وهي واحدة من أفضل أنظمة التعليم في العالم يدرس فيها الطلاب بمقدار 300 ساعة سنوياً تقريباً فقط! للمرحلة الابتدائية ، والواجبات المدرسية أقل من الطلاب في مختلف الدول كذلك . كما حقق التعليم في فنلندا نتائج متقدمة ضمن معايير منظمة الاقتصاد والتعاون الدولي مقارنة بغيرهم من طلاب الدول المتقدمة بالرغم من أن تعليمهم يبدأ في سن متأخرة نسبياً وهي سن السابعة!
هذا وقد صدمت كذلك بدراسة تقول :
إن قضاء أربع ساعات فقط من البحث العلمي, و بشكل صحيح في قوقل يجعلك تتعلم بشكل أفضل من قضاء شهر كامل في المدرسة!
إذاً ماذا نستنتج؟!
لو سألتك - الآن - عزيزي القارئ عن معلومة (لقنها) لك معلمك قبل سنتين فلن تتذكرها إلا برحمة من الله.. مجرد صب للمعلومات تنسكب من أول خطوة تخطوها خارج أسورة مدرستك هذا إذا كنت تعي ما تحفظه أصلاً! فلا أنظمة تعليمية تضمن لك ذلك ولا اختبارات تقيس لك ذلك! فربما تأخذ في إحدى المواد درجة كاملة وأنت لا تفقه بها شيئاً!
أما الاختبارات فتلك مصيبة أدهى وأمر إذ بالرغم من كونها لا تقيس أي شيء! إلا أنها كذلك لا تفيد الطالب بأي شي ومن منا لم يقرأ مقولة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله الشهيرة:
"أنا قد ألفت أكثر من 25 كتاباً
فهل تظنونني أحفظها عن ظهر قلب؟
فلماذا يُكلّف الطلاب بحفظ كتب لا يحفظها مؤلفوها" !
ولو فعلاً حفظ ما يكتب ضرورة حياتية وعلمية فلماذا لم نر مناهج موحدةً على مستوى العالم!
هذا وغير أنه في فنلندا أيضاً لا توجد اختبارات وطنية للطلاب في مرحلة التعليم الأساسي.
وأخيرًا..
يا صناع القرار إلى الآن نتعلم بالطريقة نفسها التي تعلمنا بها قبل ثلاث وثمانين (سنة) مضت وبنفس أبجدية تعليمنا الركيك!
نحن في صفر التعليم ولن نصل إلى ال360 درجة إلا إذا أيقنا وتيقنا أننا في صفره.
[COLOR=#ff00e5]بقلم الكاتبة/ عهود خلف الرشيدي[/COLOR]
التعليقات 1
1 pings
Warning: Attempt to read property "display_name" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 281
Warning: Attempt to read property "user_level" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 282
Warning: Attempt to read property "user_url" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 283
Warning: Attempt to read property "ID" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 284
31/03/2015 في 8:16 م[3] رابط التعليق
موضوع شيق وجميل استمتعت وانا أقراة لقد كتبتي ماكان يجول في خاطري بطريقة جميلة واسلوب بسيط شكراً لكي … وجزاك الله خير الجزاء
(0)
(0)