عذرًا لك أيها المعلم بعد أن فقدت هيبتك ، ومع الأسف قُللَ من احترامك ، هل تغير الزمن ؟! لا وألف لا لم تتغير سوى التربية أو بالأصح سوء التربية إلا ما رحم ربِ من بعض الأسر . هل تباسط المعلمين وقربهم من تلاميذهم جعلهم كتاب مفتوح لهم ؟! هل أصبح الطالب المتدني بمستواه العلمي والفكري يبحث عن وسيلة يستفز بها معلمه بتخريب سيارته ، بضربه ، بالتقليل من احترامه . ليقول له التلميذ أو المجموعة نحن هنا لا تنسى هذا يا استاذي ، يا معلمي ، يا مخرجي من ظلمات الجهل لنور العلم والمعرفة . انتبه أنا هنا إياك أن تنقصني درجات ! إياك أن توبخني على واجب أو حفظ لمادة ما أو درس . اتركني وشأني أنا أتيت الآن للمدرسة لأتسلى مع بعض الرفاق لا أكثر . ثم أرغب بالنجاح في آخر العام وأثناء التقيمات لأني وببساطة أبذل جهد مضاعف ساعة استيقاظي صباحًا للدوام !! ألا يكفي هذا ؟!
مع الأسف أصبح هذا ديدن الكثير إلا ما رحم ربِ . أين تلك المقولة التي كنت نقف لها احترامًا وتبجيلا حين نقف للمعلم وهذا أقل قدر له نوفيه إياه . سبحان من يغير ولا يتغير . السؤال : متى تعود الهيبة لكل شيء والإلتزام ؟!
هل كانت الشدة والضرب سابقًا تعطي هيبة للمعلم وهيئة التدريس بالكلية ؟!
لماذا أصبح للطالب قدوة غير معلميه وأسرته ؟!
هل للفضائيات دور في تحريك جنون الطالب ألا محدود ؟!
وتصرفاته الهوائية وأحيانًا الهمجية !!!
لتعد النصاب لأماكنها المعرو ولنمسك العصا من المنتصف ونعدل كفة الميزان ليكون النصاب الواضح هو الأقوى ..
لابد أن يعود الطالب لرشده ، والمعلم لهيبته بتأهليهم وإقامة دورات تدريبية للجميع . وأن لا يرشح المعلم للعمل في مدرسة حتى تكون لديه دورات تدريبية في كيفية تعامله مع التلاميذ ، وكيفية إدارته لصفه !!
وأتمنى أن تقام أيضًا دورات تدريبية للتلاميذ ومعرفة احتياجاتهم حسب صفوفهم ومستوياتهم العلمية .
وأخيرًا : أتمنى من المعلم أيًا كان عمره أن يراقب ربه فيما يعمل ويعامل ، فهناك كثير من التلاميذ من فقد أمه أو أبيه ، ولا يجد من يساعده و الإعتناء به والمحافظة عليه ، وربما لديه مشكل ما جعل الطالب فظًا غليظ القلب . لا يعي ماذا يفعل ؟!
تفقد تلاميذك واسألهم عن حالهم وأحوالهم ، تفقد غائبهم ، حزينهم ، وشارك سعيدهم
د سحر رجب
مستشار نفسي وأسري
مدرب ومستشار دولي معتمد لازالة المشاعر السلبية
أديبة وكاتبة وإعلامية