محاولة تدمير شخص ما سواء لأغراض تنافسية أو لمجرد حب التدمير والسيطرة على الآخرين وإبتزازاهم وبما يملكون من خلال الأساليب الرخيصة والمبتذلة طريقة قديمة ومعروفة في جميع أنحاء العالم، وربما كان أحد أهم الأساليب المستخدمة لتحقيق هذه الغاية لدى من يمتهنونها من العصابات المنظمة وغيرهم أسلوب الإيقاع بالأشخاص عبر إمرأة يتم إمتهانها وإستخدامها لهذا الغرض، الأمر الذي أصبح أكثر رواجاً وسهولة مع الطفرة التقنية الأخيرة، فمجرد همسة أو غمزة من تلك المرأة "المدربة" على الإيقاع بالفريسة كفيلة بالإيقاع به طعماً جاهزاً للإبتزاز ولأكثر من ذلك، وعندما نتحدث عن هذه الأساليب لا بد لنا أن نذكر بأن من أوائل من إستخدمها وأوجدها في منطقتنا العربية كانوا بدون أدنى شك أساتذة القذارة والإبتذال في العالم الصهاينة ومن سار ويسير بدربهم حول العالم، فكانت هذه هي الوسيلة الأنجع للإيقاع بأي شخص يضعونه ضمن دائرة المطلوبين، وقد تم تمثيل أكثر من فيلم عربي في القرن الماضي يتحدث عن هذه الظاهرة، واليوم ومع إنتشار مواقع التواصل الإجتماعي عبر الشبكة العنكبوتية أصبح الأمر أسهل بكثير لأجهزة التجسس والتنصت أوعصابات الإبتزاز التي تعمل على الإيقاع بأي شخصية عامة ناجحة أو متميزة أو مرموقة في مجتمعها، أو حتى شخصية عادية يمكن الإيقاع بها ومن ثم إبتزازها كما ومتى تريد، فمع وصول عالم التواصل الإجتماعي إلى كل منزل وربما غرفة نوم الكثيرين أصبحت أحد الأساليب المتبعة بوضوح لا تتطلب أكثر من شخصية نسائية حقيقية أو وهمية تحمل إسماً نسائياً عبر مواقع التواصل، مع الكثير من الصور التي تظهر أكثر مما تخفي من جسدها وطلب صداقة تلك الشخصية المستهدفة، ليبدأ الحديث بالترحيب وإظهار الإعجاب بالطرف الآخر، ومن ثم الإنتقال للمرحلة الأخرى بطلب تشغيل آلة التصوير "الكاميرا" للإيقاع بالفريسة إما بتسجيل مقاطع "مخزية" له، أو محادثات إباحية يسهل بعد ذلك إستخدامها في كسر عظمه وربما تدميره بشكل تام متى ما احتاج الأمر، وأجهزة الأمن في معظم الدول العربية أكبر شاهد على إستشراء الأمر في مجتمعاتنا بإمتلاء ملفاتها بمثل هذه القضايا وإستقبالها لها بشكل شبه يومي.
وما دعانا لكتابة هذه السطور اليوم هو تذكير أنفسنا وغيرنا من شباب الوطن ذكوراً وإناثاُ ورجالات ونساء الوطن من المتميزين وأصحاب المواقع المرموقة والمواقف المشرفة، وحتى من عامة الناس ضرورة أن نكون خط التصدي الأول لمثل هذه المحاولات الرخيصة، فكلنا مستهدفون لأن تلك العصابات ليس لها هدف سوى تدمير المجتمعات ونشر الرذيلة فيها وبالتالي سهولة السيطرة عليها وإخضاعها، ونستذكر هنا جملة قالها لنا يوماً أحد الأساتذة الذين نعتز ونفخر بهم بأن أسهل طريقة يتبعها أمثال هؤلاء الإيقاع بفريستهم من خلال إرسال إحدى الساقطات له عبر مواقع التواصل الإجتماعي والعمل على تدميره وجعله خاتماً في إصبعهم، ولأن الشباب يشكلون النسبة الأكبر في مجتمعاتنا وأمل المستقبل فيها كانوا المستهدف الأول من خلال هذه الأساليب، وهنا نقصد الجنسين فالإستهداف يتم لتلك المرأة التي يتم السيطرة عليها لإستخدامها بأسوأ صورة ولذلك الرجل الذي يستخدمونها للإيقاع به، ومن هنا وجب علينا جميعاً نساء ورجالاً الوقوف صفاً واحداً في وجه مثل هذه المحاولات الساعية لتدمير مجتمعاتنا وتشويه صورتها، فنسائنا كانوا وسيبقون الجواهر الثمينة اللاتي لا نقبل أن يندس بينهن أي حجر كريه لينشر الخبث بينهن ويسئ لصورتهن الراقية الجميلة، ورجالنا كانوا وسيبقون العماد لإستقرار مجتمعاتهم جنباً إلى جنب مع نون النسوة فيها، فلا يظنن أحد بأن أي من مجتمعاتنا يمكن أن يستقيم ويتميز بآدم وحيداً دون حواء، أو بنون نسوة لا تكملها تفاحة آدم.
ولذلك وبعد مرور يوم تسميه المنظمات العالمية بيوم المرأة العالمي بالأمس كان لزاماً عليها وعلينا جميعاً تجديد الدعوة للعمل سوياً وبكافة الوسائل على التوعية لايقاف امتهان عقل المرأة وكيانها من قبل أمثال تلك العصابات، لنصل معاً بتلك المحادثات الدخيلة علينا والهادفة لتدمير شبابنا ومجتمعاتنا لأن تكون عند جملة "هل عندك كاميرا" قد أعلنت وفاتها سواء بضم الألف أو فتحها.
[COLOR=#ff0013]بقلم م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران[/COLOR]