هناك من يرى ان تعدد المركبات عند الأسر السعودية بل وعند بعض الوافدين هو السبب الرئيس في ما يحدث من ازدحام واختناق مروي في شوارع المدن والمحافظات .
ومع ان ذلك من الأسباب إلا انه لا يعول عليه انه الرئيس لأننا لسنا بمعزل عن العالم الذي تضم مدنه ملايين المركبات ومع ذلك لا نجد نحو تلك الاختناقات وذلك لوجود تخطيط استراتيجي واضح المعالم ودراسات واقعية للمستقبل .
ومع الأسف العظيم أن تلك الاختناقات المرورية تجاوزت كونها مشكلة لتصبح ظاهرة تستفز العقلاء وتحير أولي الألباب وتدفع الطائشين إلى إفساد القوانين وتكسير حواجز الأنظمة .
وإذا ما ابجر الفكر بنا وجال عبر أمواج عاتية من التأمل والتفكر في الحال ، وشاهدنا التخبط وعدم التنسيق ما بين المرور والشركات المنفذة للمشاريع في وطننا الغالي لربما ينالنا شك ان التغيير أصبح من المحال .
ومع أننا نعيش ولله الحمد على وطن انعم الله عليه بخير عميم وولاة أمر خيرين يريدون ذلك الخير حقا وصدقا لمواطنيهم ، الا ان هناك من يريد ان يكون هذا الوطن مرتع فساد ظاهر وباطن وما تلك المشاريع المعطلة والتي من اجلها صرف مليارات الريالات إلا احد شواهدي الحاضرة ، والشواهد غيرها كثير وما شوارعنا داخل المدن وخارجها أيضا إلا من الشواهد حيث أصبحت الحفريات بها والتكسرات كأنها الأصل والإسفلت الذي ينبغي ان يكون الأصل أصبح حاله جزء من الفرع ، إضافة إلى سوء التخطيط الاستراتيجي لمواجهة نحو تلك الاختناقات المرورية لقابل الأيام والتي من شأنها التأثير سلبا على المواطن من حيث الضغوط النفسية ، والحالات المرضية ، وكذا إضاعة الوقت الذي هو من الثروات المهدرة لدينا ، وكل ذلك يترتب عليه الاضرار باقتصاد الوطن ، فليست الظاهرة التي نتحدث عنها مجرد اختناقات وزحمة مرورية تتلاشى بتلاشي زمن الذروة انيا كان زمنها صباحا اومساء ، أبدا بل ان هناك الكثير من المصالح التي تضيع وتهدر بسبب تلك الاختناقات التي يطال الوطن سلبها بأكمله .
وبما اننا لم نتجاوز الثلاثين مليون نسمة والمعاناة اكبر من إيجاد الحلول فكيف بنا ذابلغنا الخمسين مليون نسمة بعد خمسة عشر عاما ، وأين دور الأمانات من هذه الظاهرة وأين التخطيط المروري والحلول الجذرية لكذا مشكلات ، واينومنا التنسيق مابين منفذي المشاريع وإدارة المرور ،ومن ثم لنتسأل ماذا في جعبة كل جهة مختصة وذات علاقة بتلك الظاهرة من حلول إبداعية تجتث تلك الظاهرة وغيرها من الظواهر والمشكلات من جذورها ، ليتنفس المواطن أنفاس الأمل والتفاؤل وليشعر بشعور العزة والفخر ان في هذا الوطن الغالي رجال أصحاب فكر وإخلاص وصدق وابتداع ، فيصبح الفخر رديف الكرامة والعزة لا تفارقها الشهامة ، والغيرة على مصالح هذا الوطن شريك للتضحية .
وهنا رسالة جلية واضحة لأصحاب القرار مفادها طلب الحلول والبدائل لتلك الاختناقات من الجهات ذات الاختصاص ونفض الغبار عن الوهن والصغار ، وكشف أصحاب الأقنعة التي خلف الفساد ومحاربته ، والقضاء على مشاريع الباطن التي هي السبب وراء تعطيل تنمية مدننا والمحافظات "
[COLOR=#ff0900]عبدالعزيز الناصري[/COLOR]
الطائف