ما إن انتشرت تغريدات وعبارات الشيخ أحمد الغامدي حول كشف المرأة وجهها وتنفجر القنبلة المدوية بمواقع التواصل الاجتماعي فكل المتابع للقنوات المحسوبة على التيار الديني قدمت في برامجها تفنيداً للفتاوى التي نشرها الشيخ الغامدي وما إن ظهر الشيخ مع زوجته دون نقاب مما جعل الرأي العام أمام مشهد لأول مرة يشاهد مثله (حينما يرى إنسانا حسبه ويحسبه ملتزما بنصوص الشرع قرآنا وسنة ) و بجانبه زوجته من غير تغطية للوجه الكل استنكر الحدث بشده .
فيما بعض الآراء التي تحارب الإسلام وتحاول النيل منه والإلباس على المسلمين في دينهم وجدت متنفسا للصيد في الماء العكر كما يقال .
و المتابع لهذا الحدث يرى أن ظهور الخلافات الفقهية على السطح ونشر الشبهات في هذا الوقت فرصة لزرع التفرقة وتشتت وحدة الصف .
الشيخ الغامدي قدم أدلته على صحة قوله كما يزعم على فتواه تلك وقدم معارضوه وهم علماء الدين الذين يشهد لهم بالاستقامة وبلغوا من العلم الشرعي مالم يبلغه الغامدي ومعهم السواد الأعظم من الأمة و إن قلنا كل الأمة لم نبالغ قدموا من الأدلة الشرعية والعقلية مستشهدين بالقرآن والسنة ما أثبت حجتهم على غيرهم وقد أبانوا فوفقوا بحول الله .
الشيخ الغامدي تمسك بوجهة نظره يؤيده من يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا أمام العلماء والأمة وهذا لا يعني قوة حجته وصدق قوله .
وأما الرأي العام فالكل إن لم نبالغ ذهل من هول الحدث ﻷنه عارض المعلوم من الدين كما عارض العادة السائدة المتفق على حسنها .
والبعض انقسم إلى مفتي ديني والبعض شاهد فقط عبارة كشف الوجه لتبدأ معركة الشرف والنخوة والآخر اكتفى بكتابة جمل وعبارات القذف .
إذا هذه هي تبعات الفتاوى إذا صدرت ممن هم ليس أهل لها ، وكان الأصلح للأمة تبادل الآراء والنقاشات وإظهار الحجة بين العلماء قبل إظهارها في وسائل الإعلام وبطريقة بعيدة عن إظهار الشبهات أمام فئات لا تدرك معنى الفتاوى التي عليها خلاف رأي ﻻ خﻻف للنص الشرعي البين .
إن دور الإعلام إظهار الحقيقة لا تبادل الشبهات سألت نفسي ماذا جنى ( الشيخ ) الغامدي بما أتى به وماذا جنى من تلفظ بعبارات ينبغي للمسلم الترفع عنها بالمواقع وماذا وماذا وماذا...
هو مجرد شخص اجتهد وبحث والله تعالى أعلم بحقيقته فالجميع يقدم اجتهاداته ومن يتتبع مثل هذه الاجتهادات فما وافق منها الشرع أخذ به وما عارضه طرحها و ﻻ يؤخذ بها .
لم يستفد المشاهد من هذا الطرح شيء غير تفريق الأمة و الإلباس على المسلمين في دينهم .
كان الأجدر مناقشة حال الأمة وما هي فيه والعمل على توحيد الرأي ورص الصفوف في مواجهة أعدائها المتربصين بها .
نسأل الله أن يجمع المسلمين على مافيه خير لها في دينها ودنياها .
[COLOR=#FF0045]فارس الغنامي[/COLOR]