إن الدول التي تُعلم وتٌربي وتٌدرب بطريقة أفضل هي الدول المرشحة لأن تتبوأ القمة. وهذا ما نشاهده اليوم في حياتنا، فمعظم الدول ذات الدخل الاقتصادي المرتفع لم يتحسن اقتصادها بسبب ما تملك من ثروات وإنما بسبب توظيف وتطوير العلم والمعرفة قبل أن تتقدم صناعياً.
ففي النرويج لا يستطيع حامل شهادة البكالوريوس بأن يقوم بمهام التعليم داخل الفصول الدراسية، لا بد من أن يكون حامل الماجستير على الأقل. وفي الولايات المتحدة الامريكية، لا يتعين في مدارسهم إلا المتفوقين في الدراسة الجامعية، على العكس في السعودية. وأما في اليابان الدولة التي أبهرت العالم بتقدمها العلمي والمعرفي، لأنهم يقدرون المعلم بأعطائه (راتب وزير وحصانة سفير) لذلك أصبحت اليابان قوة أقتصادية عظمى تنافس خصمها اللدود أمريكا. هذا هو الإهتمام بالمعلم، فهو المعيار الأهم لقياس مدى تقدم وتحضر أي أمة.
إن المؤسسات التعليمية لها دور كبير جداً في عملية بناء النهضة، فبتطوير تلك المؤسسات في جميع المراحل وتقدمها، نستطيع أن نصل إلى أعلى قمة في جبال النهضة والتطور.
أن تقدم الأمم يبدأ من أهتمامها بالتعليم، وليس التطوير العمراني والذي يقوم به شركات كورية وصينية أو حتى غربية هو ما يجعلنا في مصاف الأمم المتقدمة. بل تطور الأخلاق والمعاملة والعقول وطريقة الحوار والتعليم والمعرفة وهذا لن يتم أبداً إذا ما نظرنا إلى المعلم الذي هو من يضع اللبنة الأولى والأساس المتين لنهوظ أي أمة. فلا يمكن التحدث عن نهضة تعليمية أو تطوير في ظل وجود الإحباط داخل أروقة المدارس ونفوس المعلمين بل وأحساسهم بأن بعض حقوقهم مسلوبه.
يجب على وزارة التربية والتعليم بأن تعي وتؤمن بقيمة المعلم وأهميته وتؤمن بعظيم أدواره الميدانية. فلا مخرجات في ظل الإحباط، ولا تطوير في ظل الضغوط.
كما يجب على الوزارة أن تراجع قراراتها التي تخرج في كل سنة دراسية تثقل على كاهل المعلمين وتزيد من أستنزافهم دون أي مسوغات وما يزيد الطين بله عندما تريد أن تعدل من بعض قراراتها ببعض التعاميم التي تصب كالرصاص على رأس الشماعة التي تعلق عليها الأخطاء دائماً دون أن تسأل هذا الشماعة -أقصد المعلم- فهو يعلم ما يفيد الطالب وما يضره. ما ينفعه وما لا ينفعه.
أكبر خطأ في الوزارة أنها تعتمد في قراراتها على من هم خلف المكاتب بالوزارة ولم يحاولوا ان يشركوا المعلم في اتخاذ القرار. المعلم يجب أن يكون الأساس في إتخاذ القرارات فهو يعلم ما يفيد الطالب وما يضره ولذلك على الوزارة أن تطلب إقتراحات معلميها.
حسناً ماذا بقي.. بقي أن أقول:
قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا
كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي
يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
هل يعقل بأننا لم نفهم هذه البيتين حتى الأن
رحمك الله يا أحمد شوقي.
[COLOR=#FF001F]
صالح آل سحيم[/COLOR]