حينما يشرق الثامن عشر من ديسمبر كل عام تتمازج في داخلي تعابير تأبي الظهور .. تخجل عن التعبير .. تتواري في زوايا قلبي النابض بك .. لست أدري هل أفرح لأن هذا اليوم يمثلني ويخصني ؟؟ أم أحزن ألا نذكرك إلا في هذا التاريخ ؟؟ أم أخجل أن نحتفي بك ونزين القاعات ، ونشتري الكعكات الملونة بشعارك الأغر ..والعبارات والوريقات تحكي اهتمامنا بك .. وكل ماحولنا يوحي بالحب والإخلاص والتفاني .. إلا ألسنتنا تقف عاجزة أن تصوغ عبارة منمقة راقية جميلة بجمالك لغتي .. أو فصيحة فقط .. بل قد نصوغها في أذهاننا ، وقد نكون من حذاق اللغة لكن نخجل التخاطب بها ..
ومن يخجل من أمه التي أرضعته حبها وحنانها !! ومن يكبر ويشب في أحضان تلك الأم ثم يتنكر لها ويبحث عن أم غيرها ؟؟!!
أواه يالغتي .. ألمك يؤلمني ، وجرحك ينزف داخلي ، وحزنك يلامس شغاف قلبي ..
ولكني دوماً أقف وألملم أشلائي ، لا أرضي بالهزيمة ، وأحب التفاؤل فهو في ديني عبادة ، ولقلبي سعادة ، وأرسم من حلمي الجميل واقعا مشرقا ..خاصة حين أجد وزيرنا الأديب يحنو علي لغتنا حنو الأب علي ابنه الضعيف .. يستشعر ضعفها ، وخذلان قومها ، وتباهيهم بغيرها ، فيزين عهده المجيد بقرار التخاطب بها .. وكم أتمني أن يكون القرار صارما ، وبآلية تخضع لمتابعة جادة في الميدان التعليمي والتربوي ..
كم هو خزي لأبناء العربية أن يطلبوا التطور والتقدم في كل الفنون والعلوم .. ويركلوا لغتهم ركلة قاسية ، ثم يتشدقون بحبها والغيرة عليها ..
يكفيك أن تستمع لأبرز مثقفيهم تجده لايحسن صياغة عبارة ، وقد يعجز أن يكتب بضعة سطور دون أخطاء كتابية ..
اليوم .. جميعنا سنحتفي بك ، ونتناول الحلوي علي شرفك ، ونفرح ونسعد بك.. تجمعنا لحظات أنس ،،، وأنا أنظر إليك بعيني المحب وأقول لك : علها بداية مختلفة عن كل البدايات يالغتي !!
[COLOR=#FF00E7]
خلود النازل [/COLOR]
كاتبة صحفية مشرفة اللغة العربية بتبوك.