لا أدعي أنني أكثر حرصا وخوفا على معلمات القرى من المسؤولين في بلدنا، ولا أظن أيضا أن أحدا من المسؤولين، سواء في وزارة التربية والتعليم أو في وزارة المالية، ولا حتى أي شخص من عامة الناس، يجهل معاناة معلمات القرى، يكفي ما يتعرضن له من مخاطر الطريق، وما يواجهن من آلام نفسية. فبين وقت وآخر نسمع عن وقوع حادث لمعلمات على أحد الطرق، تذهب ضحيته معلمة أو أكثر، ويصاب الباقون، فكم من المعلمات اللواتي توفين رحمهن الله؟ وكم اللواتي تعرضن لإصابات بالغة جراء هذه الحوادث؟
فالمعلمة تخرج من بيتها قبل الفجر، والقلق والخوف يملآن قلبها من خطر الطريق، فقد يكون ذهابا بلا عودة، وكأن تلك النظرات التي ودعت بها أهلها أو أطفالها هي النظرات الأخيرة والوداع الأخير، لا أريد أن أسترسل في هذه المعاناة المؤلمة، فالكل يعرفها بمن فيهم المسؤولون.
بنظرة سريعة على رواتب معلمات القرى نجد فيها أمرين يبعثان على الضحك! الأول: بعض القرى يصرف لها ما يعرف ببدل مناطق نائية، وغالبا ما يشكل هذا البدل نسبة ضئيلة من الراتب، أي في النهاية يكون مبلغا زهيدا وقليلا غير محفز أو مغر، ولا يعادل شيئا مقارنة مع ما تبذله المعلمة من مال وجهد ووقت! المضحك هنا أن ما تدفعه المعلمة مقابل أجرة السيارة التي تنقلها من بيتها إلى القرية والعكس، والذي يصل في الشهر إلى ألف ريال وربما أكثر، تزيد أو تنقص الأجرة حسب مسافة الطريق وبعد القرية عن المدينة، هذا المبلغ الذي تدفعه المعلمة من راتبها هو أكثر بكثير أو ضعف المبلغ الذي تحصل عليه من بدل مناطق نائية، هذا إن حصلت عليه أصلا، لأن بعض القرى لا يصرف لها هذا البدل.
الأمر الثاني المضحك، أن ما تدفعه المعلمة لأجرة النقل هو أيضا أكثر من بدل النقل الذي تحصل عليه المعلمة وموظفو الدولة بشكل عام، والمضاف إلى الراتب.
ليس من العدل والإنصاف أن نساوي من حيث الراتب بين معلمة تعمل داخل المدينة ومعلمة تعمل في قرية، كان يفترض أن تقدم الدولة مكافآت وحوافز مالية مجزية تشجيعا وحافزا لهؤلاء المعلمات، وتقديرا لهن ولتضحياتهن ومعاناتهن وعرفانا بجهودهن وتحملهن وصبرهن، أو على الأقل توفر لهن الدولة وسائل نقل آمنة ومريحة مجانا، ولكن مع الأسف لا هذه ولا تلك. وحقيقة لا أعلم سببا واحدا يجعل هذا الموضوع غائبا عن تفكير واهتمام المسؤولين أصحاب القرار.
[COLOR=#FF001F]
عبدالله حسن أبوهاشم[/COLOR]
ضباء
- الزبيدي في الرياض : حضور سياسي يعزز مكانة المجلس الانتقالي الجنوبي على الساحة الإقليمية والدولية
- إمام المسجد النبوي: الإيمان العميق وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة
- متحدث «الأرصاد»: أمطار غزيرة ورياح نشطة على المملكة قبل دخول الشتاء
- تؤكد التزام المملكة وجهودها في مجال الاستدامة بالقطاع السياحي
- بلدية الخبراء تطرح ثلاث فرص استثمارية
- 5 ضربات ناجحة.. “الزكاة” تتصدَّى لتهريب 313,906 حبوب “كبتاجون” في الحديثة
- خطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن السديس: لا تنجرفوا بأخلاقكم نحو مادية العصر واجعلوا الاحترام أساس علاقاتكم
- الاتحاد الدنماركي لكرة القدم يدعم استضافة المملكة مونديال 2034
- “تفاصيل الغياب” تبهر الجمهور وتثير الإعجاب في جدة
- تركي آل الشيخ يفوز بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير من MENA Effie Awards 2024
- هل يوقف العنب الأحمر سرطان الأمعاء؟
- الأرصاد عن طقس الجمعة: أمطار رعدية ورياح نشطة على عدة مناطق
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
المقالات > معلمات المدن والقرى والراتب الواحد
الكاتب : عبدالله حسن أبو هاشم
إقرأ المزيد
معلمات المدن والقرى والراتب الواحد
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/11042/