لا بد وأنت تقود سيارتك في أحد الشوارع، وفي كثير من مدننا من غير تحديد، أنك لاحظت أو لفت انتباهك ونظرك (قلاب) البلدية وهو ينقل مجموعة من عمال النظافة، متكدسين ومزدحمين في (صندوق القلاب) هذا واقف وذاك جالس، في مشهد غير حضاري، ومنظر مؤسف، لا يليق بالإنسان مهما كانت وظيفته أو جنسيته ولونه، ولا يليق بهذا البلد المتحضر والمتقدم، وفي هذا الزمن تحديدا، فضلا عما يشكله ذلك من خطر على حياة العمال، نشاهد ذلك إما صباحا في بداية عملهم، حيث يوزعون في الشوارع، أو العكس في المساء بعد انتهاء العمل فيتجمعون في (القلاب) لينقلهم إلى مقر سكنهم.
إذا كانت نظافة الشوارع مسندة إلى شركات أو مؤسسات خاصة، فهل هذه المؤسسات عاجزة عن توفير سيارات (باصات) لنقل عمال النظافة؟ ماذا سيشكل أو سيكلف ثمن الباص أمام ملايين الريالات قيمة كل عقد من عقود النظافة؟ إذا كانت الأمانات هي من توقع عقود النظافة مع المؤسسات الأهلية، وهي من تضع شروطها عليها، فيفترض أن يكون ذلك من ضمن مطالبها وشروطها، وإذا كانت هي من تتابع وتراقب وتشرف على أداء عمل مؤسسات النظافة، فيفترض أيضا أن تتابع وتراقب هذا الأمر وتعاقب المؤسسة التي لا تلتزم بهذا الشرط.
الأمر سهل ولا يحتاج أكثر من أن تمارس الأمانات ضغطها على مؤسسات النظافة وتطلب منها توفير باصات لنقل عمال النظافة، لا أعتقد أن في هذا الأمر صعوبة.
عبدالله حسن أبوهاشم