كيف يمكننا أن نحافظ على انتشار دين الإسلام إلى أطول فترة ممكنة؟!
انتشرت مؤخراً ظاهرة الارتداد والإلحاد في العالم وخصوصاً في أكبر بلد مسلم إندونيسيا إذ بلغ عدد المرتدين سنوياً مليوني مسلم! تخلّوا عن خير الأديان وأكثرها عقلانية، ومنطقية فيا ترى ما هو سبب انتشار هذه الكارثة؟!
دعوني أذكر لكم بعض أسبابها:
أولاً: سوء تمثيل البعض لهذا الدين مما ينفّر غير المسلمين، أو حديثي الإسلام، أو الجاهلين به من هذا الدين واتخاذ بعض الكائدين هذه التصرفات حجة لتشويهه.
ثانياً: انشغال أعداء الدين الإسلامي ومن يسعون إلى هدمه، أو بعض المتعصبين الجاهلين بحقيقة تعاليمه، بتأجيج نار الفتنة الطائفية دون أي مراعاة لأضرار هذه الفتنة، واجتهادهم في نشر سموم أفكارهم إلى شبابنا، ومجتمعاتنا عوضاً من أن يسخّروا جهودهم في الدعوة إلى الإسلام دين السلام، فالحذر ثم الحذر من تصديقهم واتّباعهم.
ثالثاً: انتشار الأحاديث المكذوبة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيجب علينا التأكد من صحة الحديث قبل الإتيان به.
رابعاً: الثقة العمياء في كل من ادّعى أنه علّامة متبحر في العلوم الشرعية الإسلامية، أو من يدّعون التدين ومن يطلقون على أنفسهم اسم رجال الدين وذلك لأسباب دنيوية بحتة بتخطيط خارجي ماكر نعوذ بالله منه، فأصبحنا كاللعبة بأيديهم فتراهم يقذفوننا يمنة ويسرة حيثما شاءوا.
خامساً: العداوة والبغضاء بين أبناء المسلمين فترى المسلم يقتل أخاه المسلم بدم بارد والآخر وكأنما يأكل لحم أخيه ميتاً بالغيبة، والنميمة، والحقد والحسد، والطمع، والأنانية فترانا متفككين منهزمين منصاعين لرغبة أعدائنا متناسين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى}.
إذاً فأرجوا منك عزيزي القارئ ألا تستهن بالفكر والعقل فقد أصبحنا نناقش الأفعال، والحياة، والأحداث لا العقول فأبينا أن ندرك الحقيقة، وأهمية مخاطبة الأفكار فأعداء الإسلام لا يحاربوننا بالصواريخ والأسلحة بل يحاربوننا بنا فنحن من نقتلنا، ونهدم ديننا بأيدينا.
وأخيراً (فلنتحدث قليلاً ولنتأمل كثيراً) كما أمرنا ديننا الإسلامي بقوله صلى الله عليه وسلم:{خير الكلام ما قل ودل} وكما ذُكر التأمل والتفكر في القرآن الكريم في أكثر من ألف آية صريحة، والأمور الشرعية في أقل من 150 آية!
وأترك لكم حكمة نتأملها في أنفسنا أشار لنا بها أبي الدرداء رضي الله عنه ألا وهي.. أننا خلقنا بأذنان اثنتان ولسان واحد فقط!
الكاتبة/ عهود خلف الرشيدي