في بلادي تنتشر عشرات الجامعات واكثرها بدأ يؤتي ثماره, تضخ سنويا الاف الرسائل العلمية والدراسات المحكمة وفي طيات تلك الرسائل مئات التوصيات القيمة بمختلف التخصصات , ومنها ماتم التوصية بطباعته لأهميته العلمية وتثمينا لجهد الباحث .
وفي صورة اخرى نشاهد العديد من المشكلات والعقبات بل والكوارث احيانا في مصالحنا الحكومية و التي قد تتسبب- احيانا- في عرقلة التنمية أو تباطؤ مسيرتها , وتجد ان تلك الجهات تلجأ لمكاتب استشارية لا عداد دراسات حول تلك العراقيل بمبلغ وقدره , لمحاولة فهم ما يجري وبالتالي التشاور حول كيفية تجاوزه , وربما يحتاج ذلك سنوات حتى تنتهي دراسة واحدة لمشكلة واحدة, فكم تحتاج تلك الجهة المسؤولة من الوقت حتى تدرس كل عراقيلها وبالتالي توجد لها الحلول الناجعة ؟؟ الم يدر بخلد احد المسؤولين ان لدينا جامعات تنتشر اليوم في المملكة هي بمثابة مراكز ابحاث ستوفر -او انها وفرت سلفا- حلولا لكل تلك العراقيل والتساؤلات ؟ وما يجري على تلك الجهات المسؤولة ينسحب على كافة قضايا المجتمع وهمومه.
واظن ان هناك حلقة مفقودة وفراغا واضحا بين المخرجات البحثية للجامعات وبين مصالحنا الحكومية وقضايانا والا لما كانت مستودعات ومكتبات الجامعات تئن من كثرة البحوث المتراكمة , ووزارتنا تئن من كثرة العقبات , ومجتمعنا يئن من كثرة الهموم . والحل من وجهة نظري ان توجد جهة مختصة تربط هذه الاقطاب ببعضها بطريقة معينة , فدور الجامعات يتوقف عند البحث فقط وهذا غير صحيح ولايخدم التنمية ولن يخدم المجتمع ويزيل همومه بل انها ستتراكم وتنتقل لتكون عبئا على الدولة اكثر مما هو حاصل , اضافة الى ان أي تنمية في بلد لايمكن ان تكتمل الا بالتكامل بين كل مؤسسات الدولة فلا يعمل احد على حساب اخر بل الكل يكمل بعضه , والمحصلة النهائية ستكون لصالح الوطن والمواطن .
[COLOR=#FF002E]
توفيق محمد غنام [/COLOR]