سلامتك الإحساء

سلامتك أيتها الطيبة الأحساء ، سلامة أيادي نخيلك ، وعناقيد أعنابك ، سلامة عيونك الصافية . أيتها الأحساء التي تروينا بالحب ، وبالسلام ، والخير ، أيتها المدينة التي تمثلين نموذجا لوحدتنا الوطنية ، لا فرق بين سني وشيعي ، الأسماء ذاتها ، اللهجة ذاتها ، الأمنيات ذاتها ، الحب ذاته ، فيختلط على القادمين من خارج أسوارك أن يفرق بينكما ، ولن يستطيع أي احد أن يفرق بينكما .
سلامتك يا أحساء أصدقائي الطيبين ، الصادقين ، أصدقاء الزهور واليمام الذين يغنون للتسامح ، والحب ، والمحبة الصادقة .
هل بكيت يا أحساء ، أتساءل ، الم يخجلوا من وداعتك عندما عبروا بوابتك ؟ ، الم يشموا نسائم مشمومك ؟ ، الم يروا بشاشة ملامحك ، وابتسامة ثغرك ! .
الم يخجلون وهم يمرون فيحييهم ليلك بحب !الم يتذكروا تاريخك ! ، الم يمر بهم جبل القارة ، والعيون ، وقصائد شعراءك !
كيف لم يرتعشوا ، وهم يرون تلويحة أيادي نخيلك التي لم يخفها أحد من قبل ! ، وكيف لم يتذكروا صدق كلمات عبدالله بن عبدالعزيز ، قائد وحدتنا الوطنية ! .
بكيتِ أيتها الحبيبة يا أحساء ، بكت عينا الدالوة الآمنة ، فبكى الوطن ، نعم بكينا جميعا ، فاجعة إصابتنا جميعا ، وجعلتنا نستيقظ فنرى ملامحنا في مرايانا ملامح واحدة هي ملامح أهل الدالوة ، ودموعنا دموعهم ، وألمنا ألمهم .
خرجنا جميعا ، ظلل الوطن غيمة سوداء ، وهتفنا كلنا أنت يا أحساء المحبة والسلام ، انتفض الجميع ، قدم حراس الوطن أرواحهم لك ، فدماء محمد وتركي تدفقت لاجلك ، يا مدينة تشبه أهلها ، وأهلها يشبهونها ، مدينة تسامت خبا وخيرا ووئام . هلا علمت كم نحبك يا أحساء ، لتبقين أحساء السلام .

سلامتك يا أحساء
سلامة أيادي خلاصك
وسلال مشمومك
وضحكات أطفالك
ودالوتك
وهفوفك
وعيونك
سلامة قلبك الرقراق
حديث الحب والأشواق
سلامة أناسك
الوادعين الأنقياء
وسلامة تسابيح اهلك
الأتقياء
وهم أهلنا
أهل هذا الوطن
منذ تخلقتِ
واحة من وجن
ونحن نغني معا
ونضحك معا
ونبكي معا
ونقتسم بحب الحياة
أيتها الاحساء الدافئة
احبك
وأحب صديقاتي بك
كتبنا قصائد
ورسمنا يمام الأمنيات
ونثرنا في صباحات
صغارنا
رحيق أزهارنا :
أننا وطن واحد
نشبه بعضنا
نحب بعضنا
ونرفض من
يريد لنا
ولأرضنا
فتنة أو هلاك
سلامتك
يا كلنا
يا نبضنا
يا أحساء

تركية العمري
12 محرم 1436 هـ