لم نكن في الصغر نهتم بما يسمى بالتقويم ولا بحساب الايام وتتابعها ولم يكن يهمنا منها عدا يوم الخميس ويوم الجمعة حينذاك لانها تريحنا من مايسمى بهموم المدرسة والدراسة ، ولم اعلم انه سوف يأتي الزمن الذي احسب به الثواني والدقائق والساعات حتى اصبحت متدثرا بالحسرة والندم على كل ورقة تم نزعها من سجل التقويم وما ذاك الا لانني ايقنت انها من العمر تمضي وما خلا من الحسرة والندم عدا تلك الاوراق التي حملت ضمن بياضها جسرا موصلا الى الظل يوم لا ظل الاظله"
في ايام الصبا لا احد يحسب حساب الوقت واهميته وخاصة عند بني جلدتنا العرب فنحن واياهم لا نكترث كثيرا بقيمة الوقت ولا يوجد لدينا ادارة او اجندة للاستفادة من هذا العنصر الفاعل في حياتنا "
ان من يمتلك خاصية تنظيم وقته وفق جدولة تناسب متطلباته واهدافه فسوف تجده يمتلك عنصرا هاما يبحث عنه الكثير الا وهو السعادة والراحة وشاهدي ان الكثير منا يشعر بسعادة وراحة عند انجاز اي مهمة ولو كانت تلك المهام عشوائية "
اننا في زمن تتسارع فيه الايام بل تتسارع فيه الشهور والاعوام فليت اننا نتقن صناعة ادارة ايام اعمارنا ونحرص على اوراق حياتنا فكل ورقة تنزع من التقويم هي بمثابة يوم من ايامنا حملت ضمنها من الاعمال والانجازات ما يوطن انسانيتنا المرتبطة بالعمل والانجاز والابداع وما يصنع لانفسنا من مجداورفعة في الدنيا وسفن نجاة في الاخرة "
وهاهي الاعوام تتصرم وهي من الاعمار تحصى فكم من اعمارفنت وغادر اصحابها الحياة لينتقلون الى البرزخية وما معهم عدا ماتم تدوينه في تلك الاوراق من اعمال خلال فترة تقويم حياته "
ان كلمة تقويم تعني في اللغة التعديل وتقويم الشيء جعله سويا ، ولم اجد تفسيرا واضحا لارتباطها بعدد الايام والشهور الا انني رأيتها من وجهة نظري انها ذات علاقة وطيدة بعمر الانسان وحياته 0فالذي ينبغي ان تكون عليه حياة الانسان كما نعقل الاستقامة لان الاستقامة هي منهج لكل حياة ،
وها نحن ننزع اول اوراق تقويم هذا العام ومن يعلم هل نستمر في نزع تلك الاوراق ام تنزع الروح قبل اكمال اوراق تقويم هذا العام فالله اسأل ان يمد في اعمارنا في وطاعة وعافية وان يعفوعنا في عامنا الذي ادبر وان يدلنا سبل الخير والرشاد ان بقينا في عامنا الآت.
[COLOR=#FF0073]عبدالعزيز الناصري [/COLOR]