هم بشر مثلنا لكنهم قد تميزوا عنا بعدم حبهم للمواجهة مع الغير أيا ومهما كان , حيث مازال البعض منهم يتقصدون من دون قصد ! و يجرحون من غير قصد , ويكذبون علينا بلا قصد ! ويرحلون عنا بغير قصد , بربك أنت أيها القصد .. كم من قلب مزقت ؟ وكم من روح أذهبت ؟ وكم من أحباب فرقت ؟! لينتهي عتابي الشبه الجميل عنك لا عنهم , ثم يعود مجددا ليبدأ بالكشف والتوضيح عنهم لا عنك , وعن كل خباياهم ومقاصدهم المزيفة , وكذلك عن كل مبرراتهم التي قد أفصحوها بل وتكررت معهم بنفس طريقتهم وعاداتهم وأيضا بنفس أساليبهم التي مازالت وإلى اليوم مستخدمة معهم , ولهذا فهي لم ولن تتغير أبدا , وحيث كان لها الفضل بعد الله لأن تكشفهم وأن تعبر عن غبائهم بعكس ما كانوا يدعونه من ذكاء , وبخوفهم بعكس شجاعتهم , وبخبثهم ومكرهم بعكس ما كانوا يظهرونه علينا ولا زالوا كذلك من الصدق والطيبة والاستقامة , ومن وقوفهم وحبهم وسعيهم لعمل وفعل الخير ... الخ , وأما اليوم .. فقد أصبحت كل مقاصدهم الغير مقصودة تشكل مصدر قلق كانت ولا زالت مختلقة منهم , ونابعة من داخل أعماقهم التي قد ملؤها حقدا وقسوة وحسدا وانتقاما ... الخ , ليصدروها بعد ذلك بل ويطبقوها على ( كل من يحيطون بهم أو يتعاملون معهم ) أو بالأصح على كل خصم لهم وكان يشكل عبئا أو خطرا عليهم , وكون أن لعبتهم هذه قد أصبحت قذرة ومرضا مستفحل بداخلهم وشماعة من خارجهم ليعلقوا عليها متى شاءوا هم أو أحبوا أو حتى أرادوا كلمة ( من دون قصد ) , وخاصة إن أخفقوا أو فشلوا في إنجاز وتحقيق كل ما كانوا يسعون إليه من أجل نيل المحبة والرضا والقبول من قبل من لديهم أية فائدة أو مصلحة معهم , أو لكي يرضوا أنفسهم أولا وكل ما بداخلهم كثانيا , وبالرغم من فشلهم الموجع مرارا وتكرارا إلا أنهم بل مازالوا يبررون عن كل أخطائهم أو أفعالهم وبأنها قد كانت بغير مقصودة , وهي في الأساس لم تكن إلا مخجلة ومعيبة كانت قد أدت بهم وفي نهاية المطاف إلى ظهور وفضح حقيقتهم وعبرت أيضا عن سوء أخلاقهم , والتي لم تكن إلا كأشبه بدراما أو بالأصح بتمثيلية كانوا قد أوهموا فيها أنفسهم وبأنهم أبطالها بعكس خصومهم ممن قد لعبوا أيضا وفي المقابل دور الكومبارس معهم , لتكون المفاجأة بأن ينتصر الكومبارس عليهم وكعادته , وكونهم قد أدعوا البطولية إلا أنهم وفي الأصل لم يحققوا منها سوى الفشل ومن ثم الفضيحة والسمعة السيئة والتي قد جلبوها على أنفسهم ثم سجلت عليهم ليتم ذكرها وتداولها من قبل الغير , بل ستكون لعنة متلازمة معهم أينما ذهبوا أو رحلوا أو حتى اختفوا عن الوجود وبشكل نهائي , قال الله سبحانه وتعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)) صدق الله العظيم ( سورة البقرة ) , وأخيرا وهو الأهم .. فسيكونون حتما عبرة وعضة لغيرهم إن فكروا فقط وقبل أن يفعلوا شيئا بأن مصيرهم سيكون شبيها بمصير كل من سبقهم بل هو الأسوأ , ليكونوا معهم في مزبلة التاريخ لا محالة .
[COLOR=#FF0036]سامي أبودش[/COLOR]
كاتب مقالات .
[url]https://www.facebook.com/sami.a.abodash[/url]