إننا عندما نريد إطلاق وصف (أسطورة) على أحدهم, فنحن نعني بأن يتوفر في ذلك الشخص وقائع معينة (منجزات) تُحكى للناس, وتنتقل من جيل إلى جيل, ليتم توارثها بينهم, ولِتُحفظ من الضياع.
لذلك لم أتعجب بالأمس حينما رأيت مشهدين جميلين في الإستاد الجوهرة إثر المباراة الودية بين منتخبنا السعودي ومنتخب الأورجواي.
المشهد الأول .. حين تجمع عدد كبير من الإعلاميين لالتقاط صورة مع اللاعب حسين عبدالغني (لدرجة بأنني شعرت بأنه أحد اللاعبين العالميين لمنتخب الأورجواي كــ (سواريز مثلاً) وليس بلاعب سعودي!؟).
والمشهد الثاني .. عند هُتاف الجماهير السعودية بحرارة لللاعب حسين عبدالغني لحظة نزوله لأرض الملعب في آخر عشر دقائق من وقت المباراة (وكأنه اللاعب الهجومي المنقذ في الوقت الحاسم لتعديل النتيجة, مع العلم بأنه يلعب في خانة الدفاع كظهير أيسر!!).
كيف لا أتعجب من ذلك؟؟ وهو قد فاق الكثير من اللاعبين الذين ظللنا لسنين طويلة نهتف بأسمائهم كأحد أساطير الكرة السعودية (مع العلم بأنني لا أُنقص من حقهم كلاعبين متميزين في المنتخب والنادي).
لستُ هنا أتحدث عن كم عدد الأهداف التي أحرزها اللاعب؟؟
بل أتحدث عن أسطورة من نوع آخر..
أتحدث عن كم من العطاء المستمر الذي بذله اللاعب للنادي والوطن وهو في قمة نشاطه وحيويته؟ وكم الروح العالية التي بثها في نفوس زملائه اللاعبين قبل المباراة؟ وكم من المواقف الجميلة التي قدمها لناديه في سبيل استقرار وثبات مستوى الفريق؟ وكم من الإنجازات التي حققها وكانت تُسجل باسم الوطن قبل أن تسجل باسمه كلاعب؟ وكم وكم ..الخ.
ربما سيقول البعض: في ماذا تفوق على غيره من اللاعبين؟؟
سؤال وجيه .. فلك أخي القارئ بعضاً من ذلك:
1- أول لاعب يخدم المنتخب السعودي لمدة تسعة عشر سنة, مليئة بالإخلاص والعطاء المستمر لوطنه الغالي (من خلال مشاركاته مع المنتخب السعودي ابتداءً من عام 1996م إلى عام 2014م).
2- أول لاعب سعودي يتم اختياره للعب مع نجوم العالم لمرتين متتالين (1998م, 2000م), فشارك في الأولى, ولم يشارك في الثانية نظراً لإصابته فتم اختيار اللاعب الدولي خالد مسعد (الغزال الأسمر) بكل إخاءٍ وحب بديلاً عنه.
3- حقق لقب أفضل لاعب سعودي في كأس العالم عامي (1998م, 2006م).
4- شارك في ثلاث بطولات لكأس العالم (1998م, 2002م, 2006م).
5- له إسهامات أخرى مع المنتخب السعودي, وهي:
Pتحقيق كأس آسيا 1996 بالإمارات.
Pتحقيق كأس العرب 1998 بقطر.
Pالتأهل لاولمبياد أتلانتا 1996م.
6- تشرف بلبس شارة الكابتينة للمنتخب السعودي, وشارة ناديه السابق (الأهلي), وشارة ناديه الحالي (النصر).
7- أول لاعب سعودي يعطي درساً للأندية الأخرى في (الوفاء) حينما قَلّد زميله الكابتن محمد نور شارة الكابتينة النصراوية أمام فريقه السابق نادي الإتحاد (وكأن لسان حاله يقول: تركتم محمد نور وهو قائد لكم, ظناً منكم بأنه غير مجدي, ولكنكم أخطأتم, فهاهو أيضاً قائداً لنا!!), بل إنه أيضاً كسِبَ (احترام) جماهير نادي الإتحاد في تلك المباراة نظراً لما تُكِنهُ من حُبٍ للاعبها السابق الكابتن محمد نور.
8- أول لاعب سعودي يكسب حب وود جماهير ناديين كبيرين في الوقت نفسه (الأهلي والنصر).
9- قال عنه اللاعب الدولي فؤاد أنور: (لو كنت مدربا للنادي, لوضعت اسم حسين عبدالغني رقم واحد في التشكيلة الأساسية للنادي, ومن ثَمّ أختار العشرة المتبقين).
10- أول لاعب سعودي ينجح في احترافه الخارجي عند لعبه لنادي (نيوشاتل السويسري) في عام 2008م, وما قدمه من مستوى جيد يشهد له بذلك.
11- حقق مع نادي السابق (الأهلي) عدداً من البطولات, وهي:
-كأس ولي العهد ثلاث مرات (1418هـ ,1422هـ ,1428هـ)
-كأس الأمير فيصل ثلاث مرات (1421هـ ,1422هـ ,1428هـ)
-كأس الصداقة الدولية (1422هـ ,1423هـ)
-كأس الأندية العربية (1423هـ)
-كأس الخليج للأندية (1422هـ)
12- أنجز مع ناديه الحالي (النصر) عدداً من البطولات, وهي:
-كأس الأمير فيصل (2008م)
-كأس ولي العهد (2014م)
-كأس دوري عبداللطيف جميل (2014م)
وأخيراً .. وبعيداً عن التحيز والعنصرية لأي نادٍ كان, فمن خلال ما سبق أليس بأن أبا عمر (حسين عبدالغني) يستاهل بأن يُلَقّب باللاعب الأسطوري؟؟ أترك الحكم لك أخي القارئ.
حكمة أُهديها للأسطورة حسين عبدالغني:
من كانت بدايته محرقة .... كانت نهايته مشرقة
الكاتب/ مساعد بن سعيد آل بخات
[email]Mosaedsaeed@hotmail.com[/email]
@Mosaedalbakhat