رعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية صباح أمس الاحد الموافق 25/10/1434هـ حفل تدشين دورات (تفعيل دور عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تعزيز الأمن الفكري) وذلك في الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية.
وقد بدئ الحفل الذي أعد بهذه المناسبة بعرض مرئي شمل آيات من القرآن الكريم وتعريف بالدورات المزمع إقامتها لأعضاء الهيئة.
ثم ألقى معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ كلمة رحب فيها بصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز وأصحاب المعالي والفضيلة الحضور.
وقال معاليه: يطيب لي في هذا اليوم المبارك أن أرحب بصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف الذي اقتطع من وقته الثمين لمشاركتنا ولنتزود من حكمته وعلمه الذي يذكرنا بفقيد الأمة وما عليه الأمير نايف رحمه الله من خلق رفيع وسمت عالٍ وسياسة وحكمة وتواضع وعدل وقوة في وقت القوة ولين ورحمة لمن يستحق، صاحب السمو الملكي في الواقع يجسد لنا شخصية غالية على الجميع، ويحقق لنا الأمل والرجاء والأمان بأن هناك رجل عظيم فقد، وهنا رجل عظيم وجد وسنكون بإذن الله في هذه البلاد المباركة وتحت ولاية الملك الصالح والإمام العادل عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله وسمو ولي عهده الأمير سلمان بن عبدالعزيز وفقه الله وسمو النائب الثاني أعانه الله في مأمن بإذن الله من غوائل الدهر لماذا لأن هذه البلاد المباركة ولله الحمد قامت على عقيدة التوحيد الخالص وهي التحرر من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد وقامت هذه الولاية المباركة التي التزمت النهج المبارك منذ تأسيس الدولة الأولى السعودية حتى هذا اليوم وستستمر إن شاء الله مادامت هذه الأرض.
وأضاف معاليه: أقام الملك عبدالعزيز هذه الدولة ثم سار من بعده الملوك الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمهم الله وكلهم حملوا هذه الأمانة العظيمة وسلموها كل واحد إلى من بعده إلى أن وصلت إلى إمامنا ومليكنا العادل الصالح عبدالله بن عبدالعزيز الذي رأيتم ولله الحمد في هذا العصر وفي هذا الزمان ما حصل في هذه البلاد من رخاء استمر ولن ينقطع كما بدئ من عهد الباني الأول.
وأردف معاليه: كما لا يخفى علينا جميعاً أن دين الاسلام هو دين الوسط لا غلو فيه ولا تطرف تركنا الرسول صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، ولا بد أن نشير إلى أهمية الأمن التي امتن الله به على كفار قريش حينما قال (أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) فنعمة الأمن نعمة عظيمة لا يحس بها ولا يعرف عظمتها ولا أهميتها في حياة الإنسان إلا من فقدها قال الرسول صلى الله عليه وسلم ” من بات منكم أمناً في سربه معافا في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا “.
وأكد معاليه أننا الآن في رخاء ونعمة واستقرار وكل ذي نعمة محسود ومن لم يتعظ الآن بما يدور حولنا من فتن ومصائب وكوارث فهو لن يتعظ، دماء سفكت وأعراض انتهكت وأموال نهبت وبلاد دمرت وأسر شردت بسبب شرارة الفتنة الفتن التي تبدأ بالصغير من الشرر ثم لا تنطفئ، تًهلك الأمم وتهلك النسل والزرع وتبيد الارض بمن عليها، ومن هذا المنطلق قامت هيئات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمساهمة في تعزيز الأمن الفكري لهذا الوطن العزيز على الجميع بمباركة وبموافقه من فقيد الأمة الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله الذي حرص على أمننا وهو حي وحرص على أمننا بعد وفاته فرحمه الله.
وقال معاليه: كما لا يخفى على الجميع أن تعزيز الأمن الفكري وتحصين الفكر هو أهم مقومات بناء الأمن والاستقرار في الأمة فلا بد من تحصين الأفكار من كل لوثات أصحاب القلوب المريضة الحاقدة أو العقول التي فيها خلل , الآن ينال من الأمة من خلال دينها وينال منها من خلال عقيدتها وتستغل الغيرة الدينية استغلالاً خبيثاً من قبل من يريد أن يدمر الأمة الاسلامية بأكملها.
وأضاف معاليه: إن الأعداء الآن لا يأتونك من خارج الحدود، ولكن يأتون الآن من الداخل فيبدؤون بتشكيك الناس في دينهم وتشكيكهم في ولاة أمرهم وعلمائهم، فعلينا أن نكون يداً واحدة ضد من يحاول المساس بديننا وأمننا ووطننا، وأن لا نقبل ممن يشكك في ولاة أمرنا.
وأكّد معاليه أن تعزيز الأمن الفكري الذي تتبناه الرئاسة هو من باب المساهمة في تحصين فكر العاملين فيها جميعاً من خلال زيادتهم في العلم والتحصيل حتى ينعكس أثر هذا على عملهم في الميدان حتى يؤثروا على أبناء مجتمعهم ويدلوهم على طريق الحق والصواب.
وبيَّن معاليه أن الدورات التي ستقام بإذن الله بعد تدشين صاحب السمو الأمير الكريم السمح الأمير سعود بن نايف حفظه الله ستكون لمدة ستة أسابيع في هذه المنطقة المباركة وستستهدف جميع العاملين في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذا الفرع ويقوم عليها علماء اجلاء وسيكون التركيز فيها على أهمية الأمن وبعض العلوم الأخرى المساندة التي ستكون إن شاء الله خير عتاد لدفع الشبه وإبعاد ضلال التطرف والغلو.
وسأل معاليه الله سبحانه وتعالى أن يديم على هذه الأمة دينها وأمنها وولاة أمرها واستقرارها وأن يحفظنا بحفظه وأن يمتع خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح بالصحة والعافية وأن يطيل عمره وكذلك ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز والنائب الثاني والأسرة المباركة كما أكرر شكري للأمير سعود بن نايف الذي تفضل علينا بهذا الحضور وأهنئ جميع من في هذه المنطقة المباركة بهذا الأمير المبارك أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحقق على يديه الخير الكثير وأن يجعله خيرا نافعا أينما حل.
عقب ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية كلمة أوضح فيها أن من نعم الله علينا في هذه البلاد – بلاد التوحيد- نعمة الأمن التي وهبنا إياها, وأن من أهم أنواع الأمن، الأمن الفكري الذي يأمن فيه الإنسان على دينه وعقيدته.
وقال سموه: لأهمية الأمر فنحن جميعاً مسؤولين عن أمن المجتمع الفكري الذي يحاول من خلاله أعداء الأمة النيل منها والتشكيك في ثوابتها وعقيدتها”، مؤكداً بأنه لا سبيل لتحقيق هذا الأمن إلا بالسير على منهج كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهو ما دأبت عليه حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود, وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع, وبمؤازرة من صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين – حفظهم الله -.
وأضاف سموه قائلا ” نحن ماضون بعون الله في بذل الجهود الساعية للتصدي للأفكار الضالة والمنحرفة عن الطريق المستقيم من خلال مثل هذه الملتقيات في عمل دؤوب لتحصين المجتمع ممن يسعى للنخر في صرحه العظيم فالمواطن هو رجل الأمن الأول وهو المسؤول عن محاربة مثل هذه الأفكار الدخيلة على مجتمعنا التي تؤدي إلى الإخلال بالأمن واللحمة الوطنية ولاشك أن توفر الأمن أمر ضروري والإنسانية أحوج إليه من حاجتها للطعام والشراب, مبيناً بأن الناس لا يهنؤون بطعام ولا شراب مع وجود الخوف ولأن الخوف تتقطع معه الأرزاق فقد جاء الإسلام بحفظ الضروريات الخمس وهي الدين والنفس والعقل والمال سواءً كانت هذه الضروريات للمسلمين أو المعاهدين على حد سواء , مفيداً بأن التخبط الفكري كفيل باقتحام هذه الضروريات والاعتداء عليها.
وأوضح سموه أن الأسرة مسؤولة عن توجيه أبنائها والذي نأمله أن يتضاعف اهتمام الآباء بأبنائهم والأساتذة بطلابهم والخطباء بمستمعيهم، وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فلا يتركون لأصحاب الأفكار الهدامة مجالاً لزعزعة الأمن بل يقوموا بالتوجيه السليم وتعليم العقيدة الصحيحة .
وأكد سموه بأن الدولة ماضية بحول الله وقوته لتعزيز الأمن الفكري لأبنائها وأن الشعب السعودي هو الحارس والضمانة بعد الله عز وجل في نبذ كل فكر دخيل أو معتقد فاسد يهدد هذا البناء مستمدين قوتنا من عقيدتنا وديننا الحنيف.
وفي ختام كلمة سموه شكر معالي الرئيس العام للهيئة وجميع القائمين على هذا الملتقى، سائلاً الله عز وجل أن يوفق ولاة أمرنا لكل ما فيه مصلحة بلادنا والشعب السعودي الأبي ويحفظ لنا أمننا ورخاءنا.
بعد ذلك سلم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز درعاً تذكارياً لسعادة الأستاذ/ عبدالرحمن بن عبدالله الوابل أمين عام الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية.
ثم تسلم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز درعاً تذكارياً من معالي الرئيس العام بهذه المناسبة.