في طفولتها كانت تجلس على السلم في بيت يحيط به أغصان النخيل ، وتقرأ قصص الأطفال ، وتحلق معها بخيال الطفولة .هي طفلة عشقت الكتاب ، وامتلأت بالـتأمل والأسئلة ، أنها القارئة والــكاتبة أسماء محمد الهاشم ، مساعد الجمعية السعودية للقراءة ، وكاتبة زاوية خبايا الأسبوعية بصحيفة الشرق ومؤسسة نادي طفل المعرفة بالظهران .
رأت الطفلة أسـماء سندريلا وهي ترتدي حذائها ، وتأملت بيت الأقزام ، ورسمت ملامح أطفال في مخيلتها الغضة ، أورق خيالها الطفولي أحلاما جميلة ، بدأت تدخل فـضاءات الحياة بالطفلة التي تحملها في أعماقها ولم تكبر ، ولن تكبر ، الطفلة التي تقرأ ما تقع عليه عيناها الصغيرتان ، والتي تشبعت بمرأى مكتبة كبيرة واحتفاء بالكتب من قبل رجل علم ، وهو جدها و الذي تلمس شغف طفولتها للمعرفة والإطلاع ، فكان يصحبها معه ، ومن هنا أتى حبها للـكلمة والكتب ، فبدأت تـركز اهتمامها ورؤاها للطفولة ، فحملت هموم الطفولة في مجتمعنا ، وبدأت تحاول التوعية بأهـمية القراءة في تنمية ذكاء ،ومعارف الأطفال في جلساتها العائلية ، لتبدأ من ثم جلسات قرائية لأطفال العائلة .
هربت التربوية المثقفة أسماء الهاشم من رتابة التعليم مبكراً ، بعد أن أسست مكتبة لصغيراتها وحلقت بفكرها الثقافي في عوالم الطفولة ، فأسست مشروعا صغيرا للقراءة للأطفال ، ليتسع حلمها وليكن هذا العام عام حلمها وهو (نادي طفل المعرفة ) ، الحلم الذي ركضت لأجل تحقيقه سنوات وسنوات .
ركضت الكاتبة أسماء الهاشم هنا وهناك ، قابلتها البيروقراطية ، والرتابة ، في كل طريق مرت به ، ولكنها لم تيأس ، وهـكذا هن نساء وطني المبدعات ، رأت نظرات الاستغراب في عيون الكثير من المسئولين الذين يجلسون على مكاتبهم ، ولا يرون المستقبل .
طرقت عاشقة أغنيات الطفولة أسماء الهاشم كل الأبواب لأجل بناء طفولة تبني الوطن ، طفولة تمتلك الخبرات والمهارات التي تؤهلها للتواصل مع العصر الرقمي ، وعصر الانفجار المعرفي والعلمي والثقافي ، فهي ترى أن من حق أطفال وطننا أن يحيون طفولة تنمي مواهبهم لينمو الوطن.
وهاهي الطفلة أسماء الهاشم والتي كانت في يوم تتبع بيديها الصغيرتين حروف الكلمات ، والتي كانت لا تجلس في صفها وتبقى واقفة لتعبر عن رأيها ، هاهي اليوم تزرع على شرفات الصغار زهور الياسمين ، وتنثر لهم ولهن الحان الحروف والأرقام ، وتفتح لهم عبر مسرح حلمها مساحات ليتعلمون كيف يقفون أمام الحياة ، وكيف يناقشون ، يعبرون ، ويختلفون ، ويبدعون ، ويحترمون الآخر ، ويدركون قيمة العمل ، والمبادرات .
إن نادي طفل المعرفة ليس حلم أسماء الهاشم فقط ، بل حلمي أيضاً ، وحلم كل من يهتم بالطفولة وبراءتها ، وهديل عصافيرها .
نادي طفل المعرفة هو حلم الأمهات اللواتي يحلمن بطفولة أجمل لأطفالهن ، حلم اللواتي ينصتن إلى حكايات صغار لها أجنحة ترفرف نحو المستقبل .
وسيكتب أطفال نادي المعرفة مع الكاتبة أسماء الهاشم حكاياتهم الخضراء ، ويلونون أحلامهم الصغيرة بألوان قوس قزح ، وسيحلقون بأفكارهم الإبداعية معها إلى العالم .
تركية العمري - الدمام
*كاتبة ،مترجمة .
اغسطس 2014