القطيع هي الطائفة من الأغنام والمواشي والتي يـوجه طريقها راعي واحد ، فتذهب فيه دون تردد ، والقطيع أيضا في المجتمعات التقليدية هم فئة تحيا بفكر تقليدي جمعي واحد ، وغالبا ما يكون فكرا متخوفاً من كل ماهـو جديد ، وغالبا ما تشكل فئة القطيع الأكثرية في هذه المجتمعات ، وتسّير فئة القطيع العادات والموروث والتراث ، بالإضافة إلى أضغاث الأحلام والخرافات والإشاعات ، وفئة القطيع دائما تتشبث بهوامش الأمور ، والتوافه ، وتمثل فئة القطيع صيداً ثمينا للفئات الإرهابية المتطرفة ، وهـم لا يعلمون ذلك ، لأنهم بل رأي !، فهم يسعدون بتبعيتهم لآخر بغض النظر عن مستوى فكر ووعي وهدف هذا الآخر ، فهم لا يريدون يتعبون عقولهم بالتفكير ، أو إبداء رأي ، يشبهون عاملتي الأسيوية التي قلت لها فكري ، قالت : لا أريد أن اتعب ،والقطيع لا يريدون أن يخرجوا من أفكار تقليدية ، رانت على عقولهم ، وأسلوب حياتهم لوقت طويل .
من سمات القطيع أن لديهم فوبيا من العلوم والفنون والآداب والعلوم والتكنولوجيا ، لأن العلوم تتحدى تفكيرهم النمطي المحدود ، أما الآداب والفنون فتكشف لهم أعماقهم ،والشخصيات المتعددة الهشة في داخلهم ، وتبرز جهلهم ، وتخلفهم ، وتنمي الحس الجمالي الذي سيخرجهم إلى فـضاءات الإنسانية ، والتكنولوجيا تحضر لهم الآخر المتفوق . والقطيع يكونون من الجنسين ذكورا وإناث ، والـغـالبية الإناث ، ومع عصر العولمة والانفتاح الرقمي والانترنت ظهر القطيع بشراسة في بدايات الفيسبوك ، والتويتر وهذا نتيجة طبيعية ، ففئة القطيع في مجتمعنا لا ألومهم كثرا لأنهم نهلوا من تعليم تقليدي لا يحث على الحوار ، ويمجد الرأي الواحد ، ويقمع التفكير الفردي المتميز ، وهم أيضا لا يقرؤون ، وعندما يفكرون بالقراءة ، فإنهم يقرؤون كتبا تزيد تأصيلهم كقطيع .
وفي عصر التقنية والإنفتاح على الآخرين بدأت تتخلخل إلى حد ما ثقافة القطيع ، في المدن الكبيرة ولكنها بقيت في المحافظات الصغيرة ، ومناطق الأطراف ، ولكن المد الذي سيساهم في محو ثقافة القطيع من كل مجتمعنا ، هو برنامج الابتعاث العظيم لملك التنمية خادم الحرمين الشريفين عـبدالله بن عبدالعزيز ، والذي يمثل نقلة علمية تاريخية ، تنويرية ، تنموية ، أضاءت فكر كل بيت من بيوتنا ، وفتحت دروب الطموح لوطننا وشبابه المتميزين ، ويبقى دور إعلامنا المسموع والمرئي والمقروء في تعزيز الخطوات التنموية الجبارة لمحو ثقافة عقيمة من عقول جاهلة تعيق تقدم الوطن .
[COLOR=#FF0045] تركية العمري[/COLOR]
*كاتبة ، مترجمة .
التعليقات 1
1 pings
Warning: Attempt to read property "display_name" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 281
Warning: Attempt to read property "user_level" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 282
Warning: Attempt to read property "user_url" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 283
Warning: Attempt to read property "ID" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 284
24/08/2014 في 12:25 م[3] رابط التعليق
كنتي قاسية اختي تركية عندما وصفتي مجتمعنا بالقطيع ولكنك فتحتي بابا من التفاؤل ارجو الا يغلق مستقبلا
(0)
(0)