ودعنا قبل أيام قليلة عيد الفطر المبارك ولا بد أن كثير منا إمتلأ هاتفه بعشرات رسائل التهنئة عبر الواتساب بحلول العيد، وربما كان كثيرا منها ممن لم يراهم منذ أشهر طويلة برغم أن المسافة التي تفصله عنهم ليست بالبعيدة، ونتذكر هنا كيف أننا ذهبنا للعمل يوماً ما بعد إعلان دخول شهر رمضان المبارك، وكان الزملاء قد تبادلوا التهاني بالمناسبة عبر مجموعة الشركة على الواتساب فور الاعلان عن ذلك، لنبادر في اليوم التالي بتهنئة احد الزملاء بالمناسبة، لكن المفاجئة كانت إستغرابه الأمر وسؤاله: ألست معنا في مجموعة الشركة على الواتساب !!
ما يؤسف هذه الأيام أن بعض الإخوة بل والأشقاء أصبحوا يكتفون برسالة منسوخة يرسلونها للعشرات من الأرقام بمن فيهم أشقائهم أحياناً وربما والديهم لتبادل التهاني والأخبار دون الإكتراث لزيارتهم أو حتى السؤال عنهم، الأمر الذي جفف منابع العلاقات العائلية حتى وصل الأمر ببعض الأزواج التواصل فيما بينهم في البيت الواحد من خلال رسائل الواتساب.
ما نتمناه حقيقة هو أن نتدارك الأمر ونعيد إحياء علاقاتنا العائلية فيما بيننا قبل أن يأتي اليوم الذي يصبح فيه حتى خبر وفاتنا مجرد سطر يتناقله أهلنا وأحبتنا عبر رسائل الواتساب، حيث أن هذا البرنامج ليس أكثر من وسيلة من الوسائل العديدة في حياتنا لأجل غاية كبيرة هي التواصل والتراحم فيما بيننا.
ولعله يجدر بنا معرفة قصة مخترع الواتساب الذي أصبح البعض يدمن عليه أكثر من شرب الماء لعلنا نتعلم شيئاً يفيدنا منها، عندما نعلم أن مخترعه الشاب عاش الفقر والحرمان مع والدته في صغره قبل أن يفقدها هي ووالده ويواصل حياته وحيداً بهمة عالية، إلى أن نجح ببيع تطبيق "واتسآب" لفيسبوك بمبلغ 19 مليار دولار، فيسبوك نفسها التي كان تقدم للعمل بها ورفضت طلبه ليعمل مع صديق له على إطلاق تطبيق جديد للدردشة يكون مجاني وأفضل من خدمة الرسائل النصية.
حتى أطلق الثنائي التطبيق الجديد الذي كتب له النجاح منذ إطلاقه، ليصل عدد المشاركين فيه بعد خمس سنوات فقط 450 مليون مشارك، وتتجاوز قيمته 6 مليار دولار، وحقيقة هكذا تكون الهمم وليس كمن يستخدم مثل هذا التطبيق في هدم ما تبقى من معاني وقيم.
[COLOR=#FF0045]
بقلم م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران[/COLOR]