كثرة التساؤلات الإنسانية هي ما أوجد علم النفس منذ بحوث الفلاسفة في مرحلة ما قبل الميلاد. وبرغم اهتمامي بهذا العلم، وبحثي المتواصل في أغواره، لم أجد في أي فرع من فروعه مَنْ يتحدث في علم نفس الحكومات. فالحكومات هي مجموعة من الأشخاص، نجدهم في كل دولة من الدول يتشابهون في كثير من المواصفات الفكرية والسلوكية وأساليب التعبير، ويتحدون في محبة أو كره حكومات لدول أخرى. كما أن عقدة النقص التي تُصيب الإنسان هي كذلك تصيب الحكومات. فالعقدة النفسية يتم تعريفها بأنها فكرة أو مجموعة من الأفكار المركبة والمترابطة، تسري فيها شحنة عاطفية، وقد تعرضّت للكبت الكلي أو الجزئي؛ فغدت مصدرًا للتنازع والتصارع مع أفكار ومجموعات أخرى تحظى بالقبول تقريباً من جانب المرء. ولأكون أكثر تركيزًا في فكرة هذا المقال، سأتناول الأمثلة من خلال دولتين، هما (تركيا، وقطر). فالأولى التي تقدمت بطلب الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي منذ عام 1987م لم تحظَ بقبول طلبها إلى هذا اليوم؛ ما جعلها وحيدة في هذا العالم، لم تطل الوصول لا إلى العالم العربي ولا الأوروبي؛ فتراكمت لديها عقدة النقص. هذه العقدة لها وجوه إيجابية أيضاً؛ فأدت إلى النهوض الداخلي، ورفع درجة الوعي والاهتمام بالتنمية. ومن زار تركيا قبل عشرين عامًا لن يجد هناك شخصاً واحداً يتحدث باللغة الإنجليزية، بينما اليوم معظم الشعب التركي يتحدث بها، وهذا أتى بسبب رغبة تركيا في أن تحقق حلمها بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. لكن في الوقت نفسه فإن عقدة النفس، بحسب المراجع، قد تجعل من صاحبها خادمًا للانحرافات.، وإن كان علم النفس يقصد أنواعاً معينة من الانحرافات فأنا أقصد وأزيد عليها الانحرافات الفكرية، وتتمثل في الدعم اللا متناهي من قِبل حكومة أردوغان لفكر وحِراك جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، التي منحت حكومته وشخصيته المرتبة التي يتمناها في جعله (خليفة للمسلمين)، بعد أن فقدت حكومته الأمل في نيل الصفة الأوروبية. دعم حكومة أردوغان لجماعة الإخوان المسلمين منح الجهتين كل الصفات التي تنقصها. فحكومة تركيا لديها كل الإمكانات الاقتصادية والتنموية، لكنها تفتقد الدور القيادي بسبب التهميش الأوروبي، والتعامل العربي الحذر؛ فوجدت ضالتها لدى هذه الجماعة؛ وبالتالي فإن الإخوان منذ عقود هم يتعلقون بكل من يدعمهم لتنفيذ خططهم وأهدافهم السياسية دون أن تضع هذه الجماعة في الاعتبار أي مبادئ دينية أو أخلاقية. أضف إلى هذا مقولة عالم النفس الشهير (الفرد ادلر) أن الشعور بالنقص يزداد بنسبة كبيرة في حالات الفشل في إنجاز مهمات وأهداف الحياة، وأنها تُشكل نمط الحياة الفريد لكل شخص. صاحب العقدة النفسية تظهر لديه بعض السلوكيات العدوانية، وهذا يتمثل في الاعتداءات غير المبررة من قِبل تركيا على حدود اليونان؛ هذا كله بسبب أنها الدولة الأوروبية التي وقفت بحزم تجاه انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي! أذهب إلى المثال الثاني، وهو دولة قطر، هذه البلدة الجميلة التي استثمرت كثيراً في بناء هذه البقعة الخليجية الصغيرة، وأذهلت العالم بروعتها وتقدمها بل وصولها إلى استضافة كأس العالم، لكنها بقيت تعاني عقدة النقص نفسها داخل المنظومة الخليجية؛ فاستثمرت طاقتها السلبية في إيذاء شقيقاتها، بل مناطحة دولة عربية كبرى هي مصر. لن أطيل في شرح هذه التفاصيل إلا أن علم نفس الحكومات قد يكون فكرة جديدة، لكنها بالطبع مهمة ومثيرة!
[COLOR=#FF0036]
سمر المقرن [/COLOR]
- الجزيرة
- الأرصاد عن طقس الجمعة: أمطار رعدية ورياح مثيرة للأتربة على عدة مناطق
- «السوق المالية»: إدانة عضو مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي -سابقاً- لشركة «ثمار» بمخالفة نظام الشركات
- “التجارة” توضح البيانات الواجب تضمينها في طلب القيد في السجل التجاري
- السعودية تحقق المركزين الـ14 عالمياً والأول عربياً في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي من بين 83 دولة
- عقب اعتماد مؤسسة الملك سلمان غير الربحية.. خادم الحرمين مغردًا: الاستثمار في الإنسان نهج دائم سنستمر عليه دائمًا
- بلدية محافظة الاسياح تنفذ فرضية استباقية لمواجهة خطر السيول والأمطار
- فتح باب القبول الموحد للعمل بقطاعات وزارة الداخلية للكادر النسائي
- 5 خطوات.. “المرور” يتيح استعراض البطاقة الجمركية بنسختها الرقمية عبر “أبشر”
- رحلة عبر وطن واحد.. مقطع مرئي يحتفي باليوم الوطني الـ94
- “الغذاء والدواء” تدحض شائعة أن مشروب جذور الهندباء هو بديل صحي للقهوة
- فرع وزارة الصحة بحفرالباطن يُفعل اليوم العالمي لسلامة المرضى بعدد من الفعاليات
- بلدية محافظة الرس تطرح فرصة استثمارية
- واتساب تختبر مزايا جديدة في الحالات
- “تصرف خاطئ”.. “النمر” يحذر من الصيام الطويل قبل إجراء التحاليل: 3 تداعيات
- «زاتكا» تدعو المنشآت إلى تقديم إقرارات ضريبة القيمة المضافة عن شهر أغسطس
المقالات > علم نفس الحكومات..قطر وتركيا مثالين!
علم نفس الحكومات..قطر وتركيا مثالين!
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/8842/