كان يافعا لايكاد يلقى قوت يومه، فرح بالتخرج من الجامعة بتقدير مقبول ، كيف تخرج الله أعلم، لم يكن مصدقا عندما نشرت الصحف خبر تعيينه..نعم أصبح معلماً.. أول يوم في بداياته التعليمية، فصل ثوبين ، ذهب إلى المدرسة مشى مشية الخيلاء ، و كأنه وزير ولاتستغرب من ناقص يريد أن يكمل نقصه بمظاهر خداعه وليس في جيبه سوى ماقد تم إقراضه إياه. بعد برهه من الزمن وبعدما مرت السنون ، أصبحت لديه الخبرة ، شعر بالإحباط ، احس بأنه لن يتقدم كثيرا وانه يسير ببطء، أخذ ينتقد الوزارة وأن جميع القرارات ضد المعلم وأنها سلبت حقوقه وصلاحياته ، وقد أفتقد هيبته، مطالباً بوجود نظام لردع الطالب و إعطاء الأولويات والصلاحيات والامتيازات للمعلم .
كان ضد إدارة المدرسة وأنها ليست حكيمه ، بل من المفترض أن تكون مع المعلم مناديا بالزماله والعيش والملح و ان تكون لها مواقف مع المعلم ضد المشرفين.
هذا وبعد مرور سنوات يرشح اخينا في الله وكيلا، فتبدأ تتغير نظرته، فيبدأ بالزن على المدير مطالباً إياه بتطبيق أقصى العقوبات لردع المعلم.. وعند المواجهة مع المعلمين يرمي بكل الإتهامات على المدير..
أصبح أخينا في الله مديراً ، هنا كأنه قد جاء من كوكب آخر ، أصبح رسمياً مع زملائه مهددا بمنع الفطور ، في أي زله تجده يشخصن الأمور ، متجهم ، مدير تقليدي سلاحه النظام ( حسم من الراتب - خسف بالأداء الوظيفي - استدعاء للمشرفين ) مدير لم تتوصل معه الإنسانيه إلى نقطة إلتقاء ، مهووس بهذا الكرسي و كأنه سوف يخلده، ولاتتعجب عندما تروى لك القصة من مبدأ صدق او لاتصدق أن أحدهم قد يبيت في الإدارة لأنه فقط لم يكن مصدقا يوماً ما وبعد سنوات عجاف مرت به أن تسلم له القيادة!

[COLOR=#FF0026]بقلم : عبدالحميد عبدالله النحيت[/COLOR]