أصبحنا في زمن الواعظ فيه يحتاج إلى ألف معلم ، بينهم معلمي النفس والأدب والدين كذلك ، كيف لنا نشاهد وعاظنا أنفسهم بعد ما يعتلون المنابر في خطب الجمعة ، ويظهرون علينا في التلفاز عبر برامجهم الفضائية ، كيف لهم أن يطالبوننا بالإبتعاد عن الحسد والكذب والغيبة والنفاق بينما نجدهم من أكثر الناس حسداً ونفاقاً وكذباً وغيبةً بل أن بعضهم وصل به الحال بالكذب عياناً بياناً في شهر رمضان ، وعلى إحدى القنوات الفضائية ، ناسياً أننا في زمن الإنترنت الذي إن نسي الإنسان أو أصابه زهايمر فالإنترنت لا ينسى ، كيف ينكر أنه قام بزيارة رئيس حكومة في مكتبه الخاص وقد قام بشكره في إحدى القنوات الفضائية ومن ثم يقول لم أزره في مكتبه ، ولكن لاجديد فالكذب والتلون أصبح سمة من سمات أغلبهم .
كيف لنا أن نرى بعض الواعظين بذيء اللسان يقذف المحصنات العفيفات من الطبيبات اللاتي يقضين أوقاتهن في إنقاذ مايمكن إنقاذه ، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ، الغريب أن هؤلاء عندما يذهبون بنسائهم إلى المستشفيات أول مايطالبون به أن تكشف طبيبة على زوجته فكيف ينتقدون هذا العمل ومن ثم يبحثون عنه ، ولكن صدقاً أقولها أن هؤلاء الوعاظ ومن هم على شاكلتهم يسيئون للدين الذي ينادون به ، ويتكلمون عنه وهم أبعد مايكونون عن هذا الدين بسماحته ورحمته وأدبه .
كيف لهؤلاء الوعاظ أن يطالبون الناس في خطبهم وبرامجهم أن يتركوا ملذات الدنيا
، كيف للإنسان أن يترك طبيعته البشرية ويتحول إلى ملاك زاهد لا يرغب بالدنيا ومافيها !
كيف لهم أن يطالبوا بشيء وهم فاقديه ، كيف لهم أن يحثوا أبناء المسلمين للجهاد وهم يتمتعون بالدنيا ويسكنون القصورويتنقلون في أرض الله الواسعة ، الغريب على كثرة دعاة الفتنة المحرضين بأبناء الوطن لم أشاهد منهم من دعا للنفير إلى فلسطين الجريحة ، وللأسف أصبحت اليوم كثير من الدول فلسطين قتل أبرياء و دمار و دماء تسيل في شوارع الدول العربية وكل ذلك بسبب وعاظ ودعاة الفتنة وبسبب مصالح مادية بحته راح ضحيتها الكثير من الأبرياء .
عندما أرى وعاظنا يزرعون الفتنة بين المسلمين خاصة في الدول العربية ويحرضون أبناء هذه الأوطان على عدم الإستسلام لحكم معين ويطالبونهم بالإنقلاب على الحاكم ويقولون بالحرف ماذا لو مات منكم ألف شهيد من أجل ذلك
كل هذا من أجل حزب معين ، هنا أعلم علم اليقين أنهم وعاظ الدولارات وأن الدعوى والعظة بخمسة دولار والحسابة بتحسب
والغريب أنهم في بلاد أخرى قد توافق أهوائهم ، أو ترعب أبدانهم ، أو قد تسلب أموالهم ، وربما تملأ جيوبهم ، نرى عكس ذلك تماماً فقط يكتفون بقول :
(اطع ولو جلد ظهرك)
أي تناقض نعيشه في هذه الحياة وأي مفهوم خاطىء عن الشهادة ، أصبحنا في زمن يقتل فيه المسلم أخاه المسلم ليصبح شهيد أي حماقة بلينا بها .
نحن بحاجة ياسادة إلى تحكيم وتطوير العقل ولسنا بحاجة إلى الوعظ الديني بالعقل تبنى الأمم وتنهض بأبنائها وتزدهر
الحياة ، بالعقل بنيت الحضارات من آلاف السنين ومازلت إلى يومنا هذا مقصد لكثير من الناس ومحل إهتمام ومتعة وعنوان للجمال ، بالعقل تحل جميع الخلافات والمشاكل بما فيها المشاكل الطائفية التي لم نجني منها سوى التفرقة .
وفي هذه اللحظات يقول عقلي :
كيف لنا أن نتبنى حوار الأديان ونفتقر لحوار الطوائف !!
إذا ما أردنا السلام والتعايش في بيئة محبة للحياة فكل مايلزمنا هو أن نفكر بعقولنا بعيداً عن وعاظ آخر زمن
أعزائي الكرام (الدين لله والوطن للجميع وداعش في الطريق)
فأفيقوا من غفلتكم قبل أن تفيق الخلايا الداعشية في الوطن وتمهد الطريق لمن هم خارج الوطن ألا تكفي أمنية مذيع سعودي في إحدى القنوات الفضائية بتقبيل رأس الدواعش هذا ماظهر في الشاشة وما خلف الشاشة كان أعظم أفيقوا قبل فوات الآوان أفيقوا قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم .
[COLOR=#FF004D]
الكاتب : عماد العبادي [/COLOR]