يؤكد لنا الحكماء والمفلسفين بأن تكاثر الحاسدين لشخصية الإنسان تعني نجاحه في جميع أموره أو ربما في الحاجة أو الموهبة المحسود عليها إذا صح التعبير.
والأسباب المؤدية لهذا الأمر هي عدم قدرة هؤلاء على ماتميز به ذلك الشخص. أم لوجود إشكاليات وحزازات بينهما. ولأن المحسود الآن يثق تماما بأنه لايحسد إلا. لنجاحه. ويذكر أحد الرواة. في قصه لأبن وحيد لوالدته. وليس لها ابن سواه. وعندما أراد التغرب إلى بلاد. أخرى ليرتزق منها. قال يااااماه أريد منك دعوه صادقه. واستغرب الابن بقول والدته باللهجه العامية( عسى الله يكثر حسادك) وذلك. لعلمها بأن تكاثر حساده دليل قاطع على نجاحه في عمله الذي اغترب من أجله!!
والحسد يجلب الهموم والتعاسة بل وقطع الرزق.
من أعجب القصص التي قرأتها في هذه الناحية
يقال جلس شاب فقد وظيفته ويبلغ من العمر 26 عاماً في مقهى يقع وسط أحد الأسواق ، وبدأ بمشاهدة السيارات التي تذهب وترجع وهو يردد نفس الكلمة بصوت عالٍ : " آه لو كانت هذه لي وليست لصاحبها ، أنا فهيم وذكي وهو لا يستحقها".
مر اليوم الأول .. والثاني .. والثالث والشاب يجلس في السوق ويردد نفس الكلام ، إذا مر به موظف قال يجب أن أكون مكانه ، وإذا مرت به سيارة قال يجب أن تكون هذه سيارتي ، وكلما رأى شخصاً بثياب جميلة قال هي أجمل لو كنت. ارتدها
طال الزمن .. فمر أسبوع وأسبوعان وثلاثة ولم يبحث الشاب عن وظيفة أخرى اكتفى بحسد الناس يومياً من ذات المقهى ، وكان هناك رجل عجوز يجلس غير بعيد عنه ويهز رأسه كلما ردد هذا الشاب كلامه السلبي، في البداية لم يكن ينتبه له الشاب الحسود لهز رأس العجوز مع كلماته ، لكن بعد أيام انتبه له وبدأ ينظر إليه بنظرات غضب لأنه شعر بهز رأس العجوز نوعاً من السخرية.
وفي نهاية الثلاثة أسابيع ؛ قرر الشاب أن يرى لماذا يقوم الرجل العجوز بهذا الفعل ، فذهب إليه وقال له : " يا هذا ... لماذا تهز برأسك سخرية مني؟".
فرفع رأسه العجوز إليه وقال له : " تعلم الاحترام في الخطاب فأنا عمري 65 عاماً".
شعر الشاب بنوع من الخجل وقال له : " أعتذر ، لكن لماذا هز الرأس بهذه الطريقة؟".
ابتسم العجوز وقال له : " لا أسخر منك لكنك تذكرني بشبابي ، فقبل 30 عاماً من الآن جئت إلى هذا المقهى وكنت الوحيد في هذا السوق، وقلت نفس كلامك ورددته دوماً قائلاً أنا أفضل ... كبر السوق واتسع وما زلت في مكاني أؤمن أنني أفضل وأن الناس لا يستحقون شيئاً "
الشاب : "إذن؟"
العجوز : " لم أعد أقوى على الكلام بشكل مستمر وأرفع صوتي، لكن الحمدلله أنك جئت هنا فتردد ما أردده منذ 30 عاماً وبالتالي أنا أهز رأسي على كلامك لأقنع نفسي أنني أقوله فما زلت أرى نفسي الأفضل".
صعق الشاب من الكلام علم بأن الحسد أسوأ صفات البشرية فهو لا يأتي بخير لصاحبه أبداً ، وعلم أنه لو وقع في شباك السلبية لجلس هناك 30 عاماً مثل هذا العجوز يردد نفس الكلام ولكنه لا يغير من الواقع شيئاً.
[COLOR=#FF0026]الكاتب : محمد بن فالح (بتار)[/COLOR]