تجارة الدم
لا يخفى على الكثير من الشعب السعودي ما يحدث هذه الأيام من تجارة كاسدة تلف رقاب أبنائنا،فقد أدت المزايدات في تلك الرقاب المأسورة إلى وضعها بين مطرقة حد السيف وبين سندان غزارة المال،والتي أرهقت الكثير من الأسر الفقيرة،ناهيك عن القبائل التي لا تألوا جهداً لإنقاذ أبنائها هذا إن وفقوا لمن يتبرع بذلك،كيف باستطاعة بشر لا يكاد يملك قوت يومه بأن يحتمل أكثر من عشرة ملايين أو ما يزهو قرابة الثلاثين مليوناً فما فوقها،وقد تناسوا قول الله عز وجل:{ فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان } فقد فضل الله سبحانه العفو لوجهه الكريم ووعده بالأجر العظيم،لكن الكارثة ليس بمقدار الدية المفروضة المقدرة شرعاً للرجل والمرأة إنما بأضعافها المضاعفة والتي يخشى عليها من جلب سماسرة الملايين فإن بقي الأمر على حاله فإن الرقم في تزايد مضاعف قد يصل الخمسين مليوناً،إن لم تتدخل الدولة ومؤسساتها
في الحد من هذه الظاهرة،وقد يكون التنافس بين القبائل في الرفع من سقفها أدهى وأمر أيضاً،قد يسائل القارئ،لكن رقاب أبنائنا غالية؟نعم غالية لكن من استطاع إعتقائها بهذه الملايين فهو محظوظ!ومن لم يستطع فقد حمل مالا طاقة له بها،من هنا فلتكن قضية دولة بشرعها وقانونها وليست قضية رأي عام فحسب،فإن طال السقف لهذه الديات فأرى ألا يتجاوز الثلاثة ملايين كحد أعلى،حتى لا تفوح تلك الرائحة النتنة،فأين ستذهب بملايينك أيها الولي،لن تغنيك من الله شيئاً وقد تسببت في الكثير من الصعاب والديون لتلك الأسر التي تفدي أبنائها بأي ثمن،فالله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه،قد يكون هذا المال وبالاً عليك وعلى أسرتك،ويكون سقماً وهماً لمن كبدته كل ذلك،جيلاً بعد جيل،نعم نعرف قدر المقتول ووزنه ومكانته التي لاتقدر بثمن،لكن هيهات هيهات لمن قدرها بالملايين،فلا تجعلوا الأم الثكلى تتحسب عليكم،والكل يشمت فيكم،فأنتم ونحن كلنا من تراب وسنذهب للتراب لا محالة،فكونوا قوامين بالقسط شهداء بالحق ،ولا تقتلوا أنفسكم،ولا تشمت عدوكم،فكل شئ مقدر له من الأحداث ما يصيبه،نسأل الله لنا ولكم السلامة من كل إثم،والغنيمة من كل بر،فلا ضير من إثارة هذه القضية،فهناك الكثير من الخيرين في هذا البلد والكثير من الدعاة والكثير من محبي الخير الذين يسعون دائماً لسن القوانين وتحديث التشريعات التي التي تخدم شعب هذه الدولة بشريعة ربها وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
[COLOR=#0061FF]
عبدالله محمد
صحيفة أضواء الوطن الإلكترونية
[email]aljzerh2009@hotmail.com[/email][/COLOR]