لا يمكن لأي فرد كائناً من كان أن ينكر أننا في عصر أحوج ما نكون فيه إلى قيادات متميزة ، قيادات فذة ، قيادات واعية .
كم نحن في حاجة إلى قائد قوي في قراراته ، صارم في مخططاته ، حازم في شؤون إدارته .
كم نحن في حاجة إلى قائد عطوف ، يراعي المشاعر الإنسانية لمرؤوسيه ، يراعي ظروفهم ويقدر احتياجاتهم .
كم نحن في حاجة إلى قائد عادل ، يوزع المهام بعدل ، ويقسم المسؤوليات بإنصاف ، ويعطي كل ذي حق حقه .
كم نحن في حاجة إلى قائد صبور ، يكتم غيضه ، يتحمل أخطاء مرؤوسيه ويتجاوز عن بعض هفواتهم وزلاتهم .
إن الواقع الإداري لمعظم مؤسسات بلادي ليحمل لنا عجباً ، فهنا مدير يتهم مرؤوسيه وينقص من قدراتهم ولا يراعي حقوقهم ، فأي عطاء يتوقع منهم بعد كل هذا !! ، وهناك مدير يفضحه قلمه أو لسانه ليزل بما يدينه ويبين مكنونه نحو أفراد مؤسسته ، وبالقرب منهم من تلتقطه الكاميرات لتنتشر له المقاطع وهو يسيء ويخطئ على مرؤوسيه ، وبعيداً عنهم قائد فذ ( وزير التجارة ) يقوم بواجباته ويراعي مرؤوسيه ويزورهم عند إصابتهم وتعرضهم للأذى .
وبالنظر في الواقع الإداري والتمحيص فيه نجد أن مؤسسات بلادي تحوي مكينات إدارية بشرية ، تتحرك في شتى الاتجاهات دون أن ترى أو تنظر ، تتخذ القرارات دون أن يكون للإبداع فيها مجال وللتجديد فيها نصيب ، تخشى المشكلات ولا تملك الحل الصحيح والمنطقي لها ، إذا غضبت أو هوجمت تجد الزبد منها خارجاً بقرارات صارمة حازمة دون النظر في عواقبها وتبعاتها ( وواقع تغيير القرارات المتسارع خير دليل لذلك ) .
إن فشل العديد من القرارات في المؤسسات بمختلف مسئولياتها ليعود إلى اهتمامها بجانب واحد دون الحرص على التكامل بين العديد من الجوانب
[COLOR=#FF0064]الكاتب : صابر العصيمي [/COLOR]