الأنتيكة : هي كلمة أجنبية وتعني بشكل عام الأشياء القديمة والتراثية وهي كلمة متداولة عالميا , كما تطلق على أنواع نادرة ومشهورة كالفضيات الأوربية التي كان يختم عليها اسم صائغها (فايرجه) وهو من العائلة القيصرية في روسيا وكذلك العثمانية والعراقية المصنوعة من قبل الصائبة واليهود , وتطلق أيضا على الثقافة والأدب , كما تطلق الأنتيكة وبشكل خاص على بعض البشر , وتحديدا .. ممن قد تجده ( شكليا ) مرتبا ومتشيكا , مصفوف الشعر ومرتاح البال , وكان حسينا أو مقبولا من حيث الشكل العام , وعليه .. فهم المقصودين في هذا المقال .
فالعصابات الأنتيكة لم تكن لأقصد بها عن كل العصابات والمعروفة علينا بطريقتها وبأسلوبها المتبع , أو ممن يحترفون مهنة السرقة بكافة أشكالها وأنواعها , بل هي عصابات من نوع خاص , ولم نكن لنعتاد عليهم أو لنسمع عنهم إلا في الحالات النادرة , فهم يتميزون بالحرفة وبالإتقان التام لمهنتهم , و بإستغلالهم وإعتمادهم أولا على أشكالهم الظاهرة بهدف الإطاحة بفريستهم بكل سهولة وإقناع ومن دون أي مقاومة في بداية الأمر , وبإعتمادهم أيضا على الأماكن الكثيفة بالمباني والمزدحمة بالسكان أي ( داخل المدن ) , و في هذا المثال ماهو إلا كتوضيح بسيط عنهم وعن أنتاكيتهم : كحينما يقود الشخص مركبته من أجل الوصول إلى مكان ما أو لنفترض من مدينة لأخرى وأخص هنا بالطرق ذات المسافات القصيرة , إذ يظهر عليه شخص آخر صاحب شكل ( أنتيكه ) , وفي أكثر الحالات فقد يكون الشخص صغيرا في العمر , حيث يقف هو على الطريق بقصد طلب المساعدة أو الإستنجاد بالغير أو حتى بطلب التوصيل , فيقوم هذا الشخص أي : ( القائد لمركبته أيا كان هو أو كأي شخص عادي أو حتى سائق تاكسي .. الخ ) بالتوقف له بغرض مساعدته أو بتوصيله .. الخ , إلا أن طلب التوصيل فهو الشائع لديهم , فيسمح له بالركوب من أجل ذلك , وماهي إلا دقائق معدودة , أو لحينما يقترب هذا الشخص الآخر ( الأنتيكة ) من المكان المخصص له بالنزول , حيث تبدأ بعدها عملية نصبه المتفننة بأي نوع أو شكل من بقية عملياته الأخرى , كإتهامه لـ ( قائد المركبة ) بالسرقة لمحفظته أو بمحاولة الإعتداء عليه كـ ( الإغتصاب ) ... الخ , وكلها من أجل غرض واحد فقط الآ وهو الإبتزاز بهدف الحصول على المال , وبعدما يزج بهذا المسكين ( قائد المركبة ) في التوقيف , ومن عمل محضر رسمي ومطول لكافة التحقيقات بينه وبين خصمه الذي سيصبح بعدها حرا طليقا وكونه هو المجني عليه , لتبدأ بعدها الخطوات الأخيرة من بدء المساومة بينه وبين خصمه خارجيا , وبعيدا عن علم وأعين الجهات الأمنية والتي لديها ملف القضية ومحتجزة للمجني عليه , وبحيث تكون المساومة مع أهل المجني عليه أو لمن يقفون خلفه , وكإطلاقه وبصريح العبارة لهم بإما الدفع لي أولا وبمقابل التنازل مني كـ ثانيا , أو بقبول السمعة قبل العقوبة ومن ثم السجن , إلا أنه وفي الختام .. فقد تم دفع مبلغ مالي طائل إلى المجني عليه والمعروف بـ الأنتيكة من قبل أقرباء المجني , ليتم بعدها عمل التنازل بشكل رسمي وبإطلاق سراحه وتنتهي القضية بعدها بالكامل .. وتنتهي أيضا حكايتي عن هذا الأنتيكة , ولكن ! لم ولن تنتهي قضية هذه العصابات الأنتيكة وبشكل عام , ولن يسلم المجتع منهم ومن كذبهم وأذيتهم , وذلك لسبب أن عملية نصبهم لن ولم تنتهي بعد وبإقاعهم كل يوم لفريسة تلو الأخرى , لأنهم مازالوا أحرارا وطلقاء , وواضحين أيضا بكل تحركاتهم وبنصبهم العلني من أمام الناس , ومستغلين بذلك قناعهم المزيف والذي قد عرف عنه أو سمي اليوم بالأنتيكة .
[COLOR=#FF006C]
سامي أبودش[/COLOR]
- - - - - - - - - - - - - - - - -
تم إضافة المرفق التالي :
s1.jpg