حافظت البرازيل على لقبها بطلة للمرة الثالثة على التوالي، وذلك بعد أن حققت انتصارا عريضا وكبيرا على أسبانيا بطلة العالم وأوروبا بنتيجة (3-0) في المباراة النهائية لبطولة كأس القارات 2013 FIFA والتي احتضنها ملعب ماراكانا التاريخي وبحضور (73,531) ألف متفرج.
لم يسمح لاعبو سيليساو باي فترة من جس النبض، ونجحوا في قيادة دفة اللقاء منذ اللحظات الأولى، حيث عملوا على الضغط المبكر، والاندفاع دون تأخير نحو مناطق الخطر الحقيقي، اخترق هالك وعكس الكرة داخل منطقة المرمى، ارتقى فريد بين بيكيه وأربيلوا ليسقط أرضا وتتهادى الكرة أمامه، فلعبها بشكل “فريد” ليهز الشباك، معلنا أول أهداف اللقاء (2).
منح الهدف الكثير من الثقة التي كان ينشدها البرازيليون للاستفادة من الحضور الجماهيري الكبير، وهو ما أعطى القدرة على صنع اللعب من عمق الملعب تحديدا، حيث كان الخطر يصنع من بين قدمي نيمار أولا، فهذا الأخير أراد التمرير نحو مارسيلو، لكن أربيلوا منع الكرة إلا أنها ذهبت نحو أوسكار الذي سددها بقوة بجانب القائم (8).
مارس باولينيو وجوستافو الضغط الكبير على تشافي وإنييستا وفي بعض الأحيان كانا يجدان الدعم من أحد الظهيرين أو قلب الدفاع، وهو ما حرم الأسبان من التصرف بأي حرية، وكان من الصعوبة عليهم نسج الفرص، هذا الضغط كان يبدأ من الثلث الأول للملعب الأسباني، ومن إحدى الكرات انتزع باولينيو الكرة ولعبها سريعة أراد اصطياد كاسياس المتقدم، لكن الحارس الخبير أنقذ الخطر المحدق بصعوبة (12).
احتاج الأسبان للكثير من الدقائق حتى إعلان الظهور الحقيقي الأول، حين سدد إنييستا كرة قوية تعامل معها سيزار بحرص وأبعدها للركنية (19)، ولكن ذلك لم يمنح لاروخا كل الثقة لفرض إيقاعهم ووجدا عديد الصعوبات في السيطرة على الكرة ومنع منافسيهم من التحول للهجوم خصوصا المرتد منه، ولاحت فرصة أمام فريد حين تلقى تمريرة بالعمق، لكنه تسرع كثيرا في التسديد لتمر بجانب المرمى (24).
ومن جديد كانت ذات التمريرات العميقة تضرب دفاع أسبانيا، وكاد أوسكار ينفرد تماما بالحارس، لكن راموس أوقفه بقوة، كانت الركلة المباشرة التي هيأها نيمار أمام هالك فأطلقها الأخير قوية مرت فوق المرمى بقليل (30). وسرعان ما اخترق نيمار من الجهة اليمنى ومرر الكرة خالصة أمام فريد الذي كان في المواجهة مع كاسياس، لكنه سدد باتجاه الحارس لترتد منه للركنية (32).
حاول لاعبو لاروخا العودة لإيقاع التمريرات، وتقدم ماتا بسرعة مستغلا بعض الفراغ ليمرر نحو بيدرو الذي انفرد تماما بالحارس سيزار، ثم سدد نحو المرمى، وقبل أن تبلغ الهدف كان لويز يسارع لإبعادها بشكل رائع (40). وأبى نيمار إلا أن ينهي الشوط واضعا فريقه بشكل مريح، حين تبادل الكرة مع أوسكار، فانتظر الأخير الفرصة المناسبة لتمرير الكرة من جديد، ليكون نميار وجها لوجه فأطلق صاروخية قوية “تفجرت” في المرمى الأسباني، الهدف الثاني (44).
جاءت بداية الحصة الثانية، نسخة عن سابقتها، فسرعان ما ضغط البرازيليون واستخلصوا الكرة، مررها هالك عميقة نحو فريد داخل المنطقة، فسددها الأخير ذكية بعيدا عن متناول كاسياس، الهدف الثالث (48). وحاول دل بوسكي تعديل الأمور، فأشرك نافاس وأزبيليكويتا بدل من ماتا وأربيلوا، وسرعان ما حصل نافاس على ركلة جزاء ركلة جزاء إثر مخاشنة من مارسيلو، لكن راموس أهدر الفرص فسدد الكرة بجانب القائم (55).
أحبط ضياع الهدف المعنويات الأسبانية للبحث عن أي عودة، وهو ما انعكس على البرازيليين الذين تمسكوا بخطتهم القاضية بالضغط على المنافس، ولكن هذه المرة من وسط الملعب الخاص بهم، ومن ثم الانطلاق بالمرتدات، لاحت فرصتين ثمينتين، الأولى عندما مرر نيمار إلى مارسيلو داخل المنطقة، ففضل هذا الأخير أن يسدد من وضعية صعبة بدلا من التمرير إلى فريد المواجه للمرمى، لتضيع كرته بالشباك الجانبية (64) أما الثانية فكانت أخطر بكثير، حيث انطلق نيمار من وسط الملعب، ثم واجه بيكيه وبعد أن اجتازه أعثره بيكيه على مشارف المنطقة، لتكون البطاقة الحمراء، نفذ نيمار الركلة الحرة المباشرة فوق العارضة بقليل (70).
مع دخول الدقائق الأخيرة، بدا أصحاب الأرض راغبين أكثر في تهدأة الأحداث، فتراجعوا للمواقع الخلفية نوعا ما، لدرء الخطر عن المرمى، ومبقين على الهجمات السريعة عبر نيمار، هذا الأمر قلص من خطورة سيليساو رغم النقص الدفاعي في أسبانيا، بالمقابل، كانت الهجمات الحمراء تفروح منها رائحة الخطورة، حيث مرر البديل فيا كرة مناسبة أمام بيدرو قريبا من المرمى، فسدد أرضية انقذها سيزار للركنية (81)، ثم استلم فيا بنفسه كرة طويلة داخل المنطقة وسددها قوية تألق سيزار في إبطال مفعولها (85). ومرت الدقائق الأخيرة وسط احتفالات برازيلية بالفوز تأكدت وانطلقت مع الصافرة النهائية.