[JUSTIFY]لاشك أن العلم سلاح لنهضة أي أمة، وأنه أساس رقي الانسان وبناء ذاته وفكره، ليحقق بذلك الاستقرار.. فبالعلم يسخِّر الانسان مستقبله وحياته نحو العيش الكريم المملوء بالرفاهية، وبه ينال المكانة الاجتماعية .
من الجميل أن مجتمعنا أصبح واعياً، وأصبح الابتعاث والسفر لطلب العلم وكسر هاجس الغربة وإكمال المسيرة التعليمية من الأمور البديهية، ومن التجارب التي لابد من الخوض فيها رفعةً للمغترب ولأسرته.. بخلاف ما كان عليه بعض أولياء الأمور في العصر القديم ممن كانوا يترددون في إرسال أبناءهم إلى الخارج إما خوفا من كابوس الغربة، أو تقليلا من شأن أبناءهم، أو شفقة عليهم وتقديم العاطفة على مصلحتهم العلمية .
لكن كل هذا يزول بعد كسر حاجز أول رحلة ذهاباً وإياباً للابن .
فالغربة في نظري مشروع ناجح لصناعة الرجال ومنحهم الثقة الكاملة لممارسة حياتهم العملية والعلمية في ظروف غير اعتيادية ليعيش في تلاقح وصدام ثقافي غير مسبوق مع مجتمع يملك قيم ومبادئ مختلقة تماما عن مجتمعه .
فطموحات المغترب العالية تمتزج مع قساوة الغربة، وتدفعه الهمة العالية والعزيمة القوية على مقاومة الصعاب والبحث عن الحلول للمشاكل المفاجئة التي لا تكون في الحسبان.
أما العقبات التي تواجه المغترب والدارس بالخارج كثيرة جداً.. فمنها المادية كالمصاريف المفاجئة التي لا تكون ضمن الميزانية وصعوبة التوازن الصرفي لاختلاف طبائع الناس فكرًا وثقافة ومأكلا ومشرباً. وأيضاً الضغوط الدراسية مع صعوبة الحالة النفسية، والبعد عن مسقط الرأس والأهل، والانفراد بمجتمع منفتح لا يتعامل إلا لمصلحة مادية غالباً بعيدًا عن العاطفة.. ناهيك عن صعوبة التكيف مع البيئة، واختلاف الطقس، وطبائع الناس وعاداتهم وتقاليدهم، أو تلك اللغة التي لم يعتاد عليها وأصبحت ملزمة عليه لإكمال مسيرته التعليمية .
وأخيراً وليس آخراً.. المغترب سفيرٌ لوطنه وأهله.. فهو إما يعكس صورة إيجابية بتمسكه بقيمه ومبادئه، محارباً أهوائه، أو عكس ذلك! وتذكروا أن من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة .
[/JUSTIFY]
[HIGHLIGHT=undefined]عمار بدر الأركاني
كاتب بصحيفة أضواء الوطن
[/HIGHLIGHT]