في الآونة الاخيرة اصبح التميز والانفراد من أولويات ما تسعى الية وتبحث عنه
وتنافس بقوة علية المراءة السعودية التي لا تختلف في صفاتها ولا تركيبتها
ولا شخصيتها عن أي امرأة في العالم ككل او العالم العربي بشكل خاص
لا من حيث حب الظهور ولا الانفرادية ولا حب التميز فكل امرأة حباها الله
بتلك الصفات بل كل انسان يحب ذلك لكن نسبته تختلف من شخص الى اخر
بحسب طبيعته وتربيته ، وما نلاحظه عن المرأة السعودية انها اصبحت اسيرة
ذلك فهي تلهث وبقوة خلف التميز باقتناء افخم الماركات العالمية واغلاها سعرا
ضاربة قيمتها المادية عرض الحائط فلا يهمها ما تدفعه مقابل ما تحصل علية عند
اقتناها وما تشعر به عندما يصبح ملكها وتتفاخر وتتباهى به والاعظم من
ذلك عندما يسألها صويحباتها عن سعرها ومن اين تحصلت عليها، وبكل اسف
هذا جُل ما تسعى الية المرأة السعودية فهي لا تبحث عن الجودة ولا عن الكفاءة
ولا عن الحاجة من اقتناءها لمثل هذا الحقيبة او البلوزة او الحذاء لكنها تربط
قيمتها امام الناس بقيمة ما تقتنيه من ماركات عالمية ذات اسعار خيالية ،
و الادهى من ذلك هو ان الماركات كما ذكر وزير تجارة احدى البلدان
ليست الا (كذبة تسويقية ) الهدف منها جذب المستهلكين الغافلين ان صح التعبير
لاقتنائها مهما ارتفعت وغلت اسعارها مما جعلنا ندخل في الغلاء الفاحش في
اسعار البضائع في الاسواق والمحلات التجارية فتلك الحقيبة سعرها يتجاوز
العشرة الاف بل تزيد لأنها ماركة في حين اننا نجد موظف يتقاضى
نصف هذا المبلغ كراتب وقادر على اعاشة اسرة ولله الحمد ،ولو امعنا نظرنا
في الامر لوجدنا ان الدين الاسلامي نهى عن الاسراف والتبذير وفي المقابل
دعا الى التحدث بنعم الله والتمتع بها شكرا وامتنانا للخالق عز وجل على
عطاءة ورزقة قال تعالى :
(وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً)
[الإسراء:29]. وفي نهية عن التبذير قال تعالى :
( وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً )
الإسراء: 26-27 وفي امره بالحمد والشكر على النعمة قولة تعالى
( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ )[الضحى:11]
فكل هذه الآيات وغيرها لها هدف واحد وهو الاعتدال في الصرف والبعد عن
الاسراف والتبذير في كل امور الحياة مع اظهار آثار النعمة وشكر الله عليها
وحمدة والثناء علية فالتبذير تجاوز الطعام والشراب الى الملابس والمنازل
والسيارات والهواتف النقالة والاجهزة الذكية .
فهل نحن واعون ومدركون لما نفعله ونتصرفه ؟؟
وهل نحن واثقون من ان هذه النعمة لن تزول ؟؟
وهل لنا فيمن سبقونا اسوة حسنة ؟؟ فبعد ما عاشوه في رفاه ونعمة
ورغد عيش عانوا ومازالوا يعانون ويلات الحروب والفتن والمجاعة
والفقر الشديد ولنا في حال اخواننا في سوريا اكبر الموعظة اسأل الله
ان يعجل بخلاصهم ويرفع السوء عنهم

[COLOR=#FF003E]بقلم / نعيمه الحسيني [/COLOR]