[JUSTIFY]عندما نسمع عن القوة النووية يخطر ببالنا مباشرة ذلك السلاح العسكري الفتاك ، ومألوف لدينا أن بمقدرته تدمير الدول والمجتمعات ، كما حدث لليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 في حادثة إلقاء القنبلة النووية على مدينتي هيروشيما وناجازاكي والآثار التي خلفتها لازالت موجودة إلى يومنا هذا.
لكن ما يخفى علينا أن هناك سلاح نووي خفي انتشر في مجتمعنا ويوجد بين أيدينا بشكل أخر وبطابع جديد وبآثار مختلفة مشابه لآثار السلاح النووي العسكري المألوف. سلاح إطلاق الشائعات وقذفها للمجتمع السلاح الذي تسبب في الجرائم ، وأهدم الأسر ، وأقلق الأبرياء ، وأهدر الأموال ، وحطم العظماء ،وفرق بين الأحبة ، وشتت الصفوف ، وضيع الجهود ، باختصار سلاح نووي يدمر المجتمع .
ظاهرة اجتماعية خارجة عن إطار الرقي والحضارة ، عبارة عن أقوال أو أحداث يتناقلها الناس دون التأكد من صحتها، فمُطلِق الإشاعة له دافع معين ، ويروجه الجاهل الأحمق ، ويصدقه البريء الضعيف ، والنتيجة إبعاد مجتمع كامل عن الصواب ، ودخول الناس في دوامة البحث عن الحقيقة .
ربما انفتاح الاعلام الجديد وتطوره ، وتنوع وسائل التواصل وتعدده ، سهل الترويج للإشاعة في عصرنا الحالي ، فهي تكثر عندما يمر المجتمع في فترة ترقب لشيء ما أو انتظار لحدث ما ، ففي هذه اللحظة يقوم ذلك العدو الاجتماعي بإلقاء القنبلة وقذف تلك الشائعة للمجتمع مغلفةً بصيغةٍ لغوية جاذبة كالمغناطيس ممزوج بأسلوب إبداعي لترويج مقاصده وإعماء المجتمع عن الحق .
ولكثرة انتشارها أصبح أسلوب إطلاق الكثير من الشائعات مألوف لدينا ، لذلك على العاقل التريث وعدم الخوض والانجراف نحو الشائعة لأن دحض الشائعة مطلب اجتماعي دليل على وصول الإنسان لمرحلة متقدمة من الوعي والإدراك ، والانشغال به دليل على نقص العقل .[/JUSTIFY]
[HIGHLIGHT=undefined]عمار بدر الأركاني
كاتب بصحيفة أضواء الوطن[/HIGHLIGHT]