( ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة )
للأسف أنه بمجرد إختلافنا مع شخص حول موضوع معين أو قضية ما يصل هذا الإختلاف إلى حد البغضاء والعداوة وربما أيضاً الشتائم بل قد يصل إلى حد القطيعة وأحياناً يصل إلى إتهام الشخص في نيته أو في عقيدته أوفي دينه .
إن استخدام عبارة الإختلاف لايفسد للود قضية على ألسنة الناس ماهي إلا عبارة لاتمت للواقع بصلة فقد أصبح كثيرون يرددونها لكن واقع الحال يشير إلى أن قولهم لا يتعدى حناجرهم، لأن أقوالهم تخالف أفعالهم.‏
إن المشكله تكمن في أن البعض هدفهم آلا نختلف أبداً هدفهم أن نلغي عقولنا ونكمم أفواهنا ، فلو حدث خلاف ولو كان في أمور ثانوية حلت الكارثة وكانت بداية السيل من الإتهامات إن فكرة عدم الإختلاف بتاتاً هو حلم لن يتحقق أبداً
فالكل يختلف ولكن طرق الإختلاف والألفاظ وانتقاء كلماتنا هي الأهم فلنرتقي حينما نختلف .
إن الإختلاف أمر مشروع وأمر متوقع أراده الله سبحانه وتعالى حتى بين خير البشر .
فلقد اختلف الأنبياء سليمان وداود عليهما السلام في الحكم على امرأتين تدعي كل منهما أمومة طفل .
حتى الملائكة اختلفت فلقد اختلفت ملائكة العذاب وملائكة الرحمه على الرجل الذي قتل مئة نفس .
حتى الصحابة رضوان الله عليهم اختلفو في أمور بينهم فلم يكفر بعضهم البعض
ولم يتهم أحدهم الآخر بسوء في نيته او عقيدته بل كان الإحترام هو السائد بينهم رغم إختلافهم .
ورغم هذا نجد أن سوء التعامل في الإختلاف في مجتمعاتنا العربية والإسلامية أحد أهم عناصر تأخرنا وفشلنا بين الأمم والغريب أن نجد الدول الأكثر إختلافاً في الغرب تسعى لإيجاد كلمة سواء بينها في سبيل تحقيق المصالح المشتركة على الرغم من إختلافاتهم اللغوية والبيئية والدينيه .
ماذالو طبقنا قول الإمام أبي حنيفة حينما قال :
( رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب )
حينها سيصبح الحال أفضل في نقاشاتنا وإختلافاتنا ...

[COLOR=#FF0055]عماد العبادي [/COLOR]