من الضروري أن نتفهم مميزات الرجل ودوافعه إلى الحب ، حتى نتمكن من تعليم المرأة غير المجربة ، وفي نفسها أن السبب الرئيس الذي من أجله تجمل نفسها ، إنما هو لترضى الرجال.
وجمال المرأة في ذاته هو المحرك الأول للرجال ، وهو الباعث إلى تخيّرهم ، ومن أجل هذا رضيت المرأة بالتعب في سبيل تعرف الجمال الذي يطمح فيه الرجال ، وهي في نفسها أرضاها جمالها ، وطاب لها التغني به.
فمنظر المرأة ، ومظهرها ، يحركان في الرجل شهوة الحب ، ويطمعانه فيها ، ومن حسن حظ المرأة ، أن الرجل لم يحدّد الجمال الذي يرتضيه فيها ، فهو في جملته مختلف باختلاف أذواق الرجال ، فبعضهم يرضيه انسدال الشعر وسواده ، وانسجامه ، وبعضهم ترضيه العيون ، وما فيها من كحل ، ودعج.
والحب في الرجال ، يتحرك عن طريق الحواس ، وأهم الحواس فيهم هي العيون ، فبعض الرجال يتزوجون بعض النسوة الجميلات ، وبعضهم يتزوج من بعض النسوة الفظات ، ولكنا لم نجد رجلاً اتخذ زوجة تعارضت كلية مع صفات المرأة ، التي أقامها مثلاُ في خياله ، ومظاهر المرأة قد يتأثر بها الرجل بعض التأثر، ولكن دقة خصرها ، واعتدال قوامها ، انما يحركان في الرجل كل شهوة الحب ، وكل النساء تعرف أن الزي يحسّن من شكلهن ، ويجملهن ، ويجذب إليهن نظرات الكثيرين من الرجال.
ويلعب السمع ، دوراً بطيئاً ، أقل بكثير من دور النظر، ولكن الصوت ، مغر، سواء كان خافتاً أو مرتفعاً ، فإيقاع صوت المرأة ، في كلامها ، كثيراً ما يأسر الرجل ويكون سببا إلى حبه.
وحاسة اللمس ، إحدى الحاسات القوية في الرجال ، ومنها يضطرب الرجل الاضطراب كله ، إذا لمس المرأة. وكل محب يعلم ما لهذه الحاسة من تأثير على نفس صاحبه فهي ذات القوى العاملة في تكوين الحب : فإن ضغطة واحدة ، مفاجئة ، على اليد ، أو قبلة ، تحتوي كتاباً من الحب والعطف ، قل أن تستطيع احتواء ما فيه الكلمات الناطقة.
بعض الرجال والكثيرات من النساء ، يسوءهم مطلب الرجل من النساء : من أنه يهرع إلى جمال الوجه ولا يفكر في حسن النفوس ، والرجال منذ القديم يأخذ بعقولهم جمال النساء ، ولا يفكرون البتة في شيء آخر.
وبعض النسوة يحزنّ من أن الرجال لا يفكرون في المميزات النفسية الخاصة بالنساء وجعلها هي المرمى في بحثهم.
ختاماً أقول : إنّ المرأة التي ترغب في أن يكون الدافع إلى حبها هو طريق نفسها وذكائها ، وفضائلها ، لا عن جمالها ، فإنها إنما تحاول عبثا.
[COLOR=#FF002E]أ . د / زيد بن محمد الرماني[/COLOR]
ــــ المستشار وعضو
هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية