الهياط الاجتماعي
يختلف الناس في أفكارهم وفي إدراكهم وفي تصرفاتهم المبنية على سلوكهم لان الفعل تابع للسلوك ولكل الأفعال أفعال معاكسة تسمى ردات الفعل ومن يسمع بكلمة المعاكسة يتبادر إلى ذهنه أنها نقيض للمعنى أو الفعل وقد تكون كذلك وقد تكون مشابهة للفعل وهنا جدير ان نذكر الجميع ان يحرصوا على أن تطيب أفعالهم كي تطيب ردات الأفعال المعاكسة
وعودا إلى العنوان فأنني على يقين أن الكثير منا يتلفظ بهذه الكلمة أو يذكرها في جملة نحو لا تهايط ياكثر المهايط فكك هياط فلان مهايطي وغيرها من نسق الكلام أو سياقه لكنه لا يدرك معناها فبمجرد ان تناقلت بين الناس وجرت على إلا لسن أصبحت كلمة معتادة يرددها الصغار والكبار دون أدراك لمعناها او مدلولها
إن الهياط في معناه يدل على أقوال وأفعال مبالغ بها وليس لها من الصحة إلا اللفظ. نحو ادعاء بعض الناس انه يستطيع فعل كذا وكذا وكذا أو انه يملك كذا وكذا كذا ولكنه في الواقع لايملك إلا لفظه في المجلس.
والهياط في اللغة رفع الصوت والجلبة والصياح لكنه استخدم هنا من اجل السير في قافلة المجتمع ويساير ركبه ولو على حسب نفسه أو أسرته .
فهناك الهياط في الملابس. وهناك الهياط في العطاء وهياط في السيارات وهياط في الكرم وهياط في الوجاهة وهياط في المناسبات نحو الزواجات والتكريم عند ترقية أو تقاعد ،والهياط وباء وصفة سلبية مع شديد الأسف ومع ذلك فقد ابتليت بها المجتمعات وخاصة مجتمعنا السعودية بشكل خاص والخليج بشكل عام .
إن من أسباب وجود هذا الوباء أو المرض أرضاء الآخرين والبحث عن قبول له داخل مجتمعه. وإحساسه بأنه اقل شأنا ونظرته الدونية إلى نفسه وحياته مما يجعله يتناسى أن من يريد محاكاتهم أو مماثلتهم في اللبس أو السكن أو غيرها من المحاكاة لا يجد وقتا للنظر إليك عزيزي المهايطي فهو مشغولا بحياته ومشكلاته فالكثير ممن من الله عليهم بالمال حرموا الكثير الكثير من الراحة والسعادة وتكاثرت عليه منغصات الحياة واشغله ماله عن حياته الطبيعية وكم من فقير اقتنع بحياته واستبعد قانون المهايطة من حياته وعاش بسيطا سعيدا فالقناعة سبب رئيس من أسباب السعادة ،
وختاما عزيزي المهايطي إذا أردت أن تماشي من حولك كي تصل إلى مستواهم ضمن قانون الهياط فثق انك سوف تعاني لان الهياط مرض والمرض معاناة ينظر إلى السماء يجد إن الاستمرار للنظر للسماء أرهق عنقه ونصيحة لكل مهايطي رضاء الناس غاية لا تدرك فعش حياتك كما تريد أنت لا كما يريد المجتمع """"
[COLOR=#FF003E]عبدالعزيز الناصري [/COLOR]
التعليقات 1
1 pings
زائر
21/08/2018 في 11:07 م[3] رابط التعليق
التعليق
(0)
(0)