ربما لا يعرف الكثيرون أن أول وربما أكبر مشاكل كتّاب المقالات هي إيجاد العنوان الذي يجذب القاريء لمقالاتهم. لبعض الكتاب مهارة في إيجاد العنوان الرائع، وبعضهم قد ينجح أحيانا لكنه لا ينجح دائما، وأنا أعترف أن مشكلتي في هذا المقال هي في إيجاد العنوان الذي يجذب كل قرّائي ومتابعي مقالاتي لقراءة مقالي التالي بالرغم من أنه سيطرح موضوعا قد يكون الأهم والأخطر على مستوى العالم كله. لا أخفي سرا أنني ومنذ عدة أيام أحاول كتابة هذا المقال لكنني ولأنني لم أجد العنوان المناسب، لم أستطع البدء بكتابته، وأرجو أن تساعدني لغتي أن أصل إليكم بفكرتي!
كنت ومنذ سنوات أسوّف فكرة أشرحها دائما بقلمي برسم دائرة، أفترض أنها الأردن ثم أضع إشارات ال X حولها بمعنى الشطب على كل ما حولها من دول قائلا عبارة اخترعتها تقول "قدر الأردن أن يعيش ويموت الآخرون". كنت دائما مقتنع أن كل ما يحدث حول الأردن من تدمير لكل الدول، العراق، سوريا، لبنان، مصر ما هو إلا تمهيد لتدمير بقية الدول بهدف إنشاء دولة اقتصادية كبرى في الأردن قادرة على استيعاب تهجير بقايا الفلسطينيين من أراضيهم في فلسطين. كنت مؤمنا أن إخفاء البترول والغاز والصخر الزيتي والطاقة الشمسية في الأردن، ما هو إلا إخفاء مؤقت حتى يحين الوقت لقدوم الفلسطينيين مهجرين من أراضيهم إلى الوطن البديل.. الأردن!
أمّا وبعد، فإنني وبعد دراسة الأوضاع في المنطقة وما يحدث فيها، توصّلت إلى قناعة أن المؤامرة الدولية الكبرى ليست على فلسطين والفلسطينيين، وليست على أي من الدول العربية، وإنما على اسرائيل!!!!! نعم المؤامرة على دولة اسرائيل.
وتحليلي لذلك أن العالم أصبح يضيق ذرعا بالفلسطينيين والمشكلة الفلسطينية، كما أصبح يضيق ذرعا بالدولة الدينية التي لم يعد لها مكان بين الدول. لم يعد بالإمكان وجود أية دولة دينية. اسرائيل الدولة الصهيونية الدينية لم تعد مقبولة لا محليا في كيانها المصطنع، ولا عالميا ولا دوليا. الإسرائيليون أصبحوا يضيقون بتعاليم دولتهم الدينية التي تفرض عليهم إطفاء كل آلاتهم واللجوء للفلسطينيين للإستمتاع بيوم عطلتهم والإنتقال بسيارتهم وتناول الطعام في مطاعمهم. الفلسطينيون أصبحوا مشكلة عالمية، بسبب تكاثرهم ودينهم وعاداتهم، ولم يعد بالإمكان إلا إعادتهم لأرضهم واستيعابهم في الدولة المصطنعة اسرائيل، وهنا يجب أن نذكر تعبير الرئيس الليبي السابق "اسراطين" أي الدولة التي تسع الإسرائليين والفلسطينيين في آن واحد.
إن تحليلي لما يجري أن روسيا والدول الأوروبية والصين، اتفقت على وجوب إعادة الفلسطينيين إلى دولتهم وأرضهم، إلا أن دولة اسرائيل ترفض ذلك وبالمطلق، ومن هنا، كان يتوجب إحداث تغيير حتمي بدولة اسرائيل حتى تصبح دولة متعددة القوميات، دولة تتسع إلى اليهود والفلسطينيين في ذات الوقت.
إلا أن الداعم الأكبر لإسرائيل هي أميركا بحزبيها الجمهوري والديموقراطي، ولذا يجب إحداث التغيير في أمريكا نفسها بإنهاء تحكم الحزبين في دولة أمريكا. أفترض المواجهة بين أميركا والعالم كله بسبب دعمها اللا متناهي لدولة اسرائيل، وكلاهما... إلى الزوال...
أعتقد أنه على الجميع تقبل فكرة المؤامرة على اسرائيل من قبل روسيا والصين وحتى أوروبا بهدف إعادة الفلسطينيين لأراضيهم.
كثيرون على الصعيد الشخصي والرسمي، يوقنون أن دولة اسرائيل أصبحت في حكم المنتهية بحكم الإزدياد الديموغرافي للفلسطينيين في أراضيهم والإنخفاض بنفس المؤشر للإسرائليين بما يهدد كيانهم ودولتهم.
وكمؤشر لتأكيد هذه النظرية، فإن إنهيار كل المخططات الأمريكية على الأراضي العربية، في مصر وتونس ولبنان وأخيرا في سوريا، والتي كانت نفذت بأيدي المنظمات الإسلامية بكل أشكالها واسمائها ومسمياتها وعلى رأسها الإخوان المسلمين والقاعدة وكافة المنظمات الأخرى، يثبت أن المؤامرة الدولية على اسرائيل لا تقل خطورة عن المؤامرة على أمريكا.
ربما تكون الفكرة أبعد من الخيال، إلا أنه لا شيء يمنع من التفكير بها، علّ وعسى أن ينتهي الكابوس الإسرائيلي المصطنع، الذي خلقته وأوجدته أنظمة سياسية، أدركت خطأها، وأدركت أنه من العبث مقاومة الحق والمنطق.
[COLOR=#FF0045]وليد السبول[/COLOR]
رئيس جمعية الكتاب الإلكترونيين الأردنيين