( مجبورون رغم الألم )
في صَباح ٱحدى الأيَام وَ بَينما كَانت السماءُ مُلبدة بَالغيُوم وَ نسمات الهَواء البَاردھ التي ٱثلجت صَدري وَ تُزيل كُل المَتعاب التي عادة تتكَون فِي سَاعات الليل المُتٱخرھ. حِينها ذَهبتُ مَع والدي ٳلى ٱحدى البنو لٳنهاء بَعض الٳجراءات الخاصة، وَ بَينما ٱنَا فِي طَريقي وَ رؤيتي للأشخاص الذين يَذهبون ٳلى أعَمالهم وَ الأطفال يَلعبون وَ يمرحون فِي المسطحات الخضراء وَ بعض مِن الألعاب الٱُخرى، حياة مليئة بَالفرح وَ الحزن وَ الراحھ وَ المشقھ وَ غَيرها مِن الٱمور العديدة. وَصلتُ لٱحدى البنوك فرٱيتُ عَامل النَظافة يَقوم بِتنظيف المكان القَريب مِن البَنك.
وَ لكن!!!! لَيس هذا الذي ٱردت ٱن ٱتحدثُ عَنه وَ أوصله لَكم ككَونه عَامل نظافة ٲو مَا شابھ وَ لَكن المُدهش وَ الغريب وَ المرير فِي الٲمر ٱنَه كَاد ٱن يَتجمد مِن البرد، حَيث كَان ينظف وَ مِن ثم يَقوم بضَم يَديه وَ مِن ثم يَحتضن نَفسه... لا يَعلم هَل هَو يَستمر فِي التنظيف ٲم يَنشغل بتدفئة نفسه.. كَان مِن الواضح ٱمَامي ٱنَه لم يَرتدي شيء داخلي مثل ٲحد مَلابس الصوف التي مِن الممكن ٱن تُدفٲه ولو جزء بسيط، تَمعنت النظر ٳليه وَ تَكدست فِي رأسي الآلآف مِن الأفكار حَوله وَ حَول وضعه الحَالي وَ ما يُعانيه.. ٱغلقتُ عَيني وَ كَأني لَم ٱرى شَيء، ٱكملتُ طَريقي نَحو البَنك وَ ٱنهيتُ ٱجراءاتي اللازمة. خَرجت وَ لا زال ذلك العَامل مَوجودُُ هُنا ٱخذ مقعده تَحت ٱحد الأشجار! وَلا ٲدري لِماذا!! هَل تَعب مِن العَمل ٱم ٱنَه لَم يَستطيع ٱن يَقاوم شَدة البرد التي أهلكته!!؟ ٱحَترتُ فِي أمري وَما الذي بَيدي لِكي ٲفعل له وَ ٲنقذه مِن البرد القارص.
قدمت له شي يتدفاء به ،وَ ٱرسل لي دعوات مِن قلب صَادق فِي ذلك الصَباح وَ ٲملئني بالفرح ٳلى يَومي هذا وَ غدا، بَدل الفرحة الواحدة ٱصبح لدي فرحتان فَرحة بِسبب الدعوة وَ فرحة لأنني ٱستَطعت ٲن ٱُرسم عَلى وجهه تُلك الٲبتسامة المُختفيه . عُدت ٳلى المَنزل وَ ٱخذت كَوبا مِن الشاي الأخضر وَ بدأت ٲُفكر فِي ٲمر عُمال النظافة...
هَل الجَميع بِنفس ظروف هذا العامل!؟
وَ هل هُم يُعانون لهذا الحد مِن الٲلم وَ التَعب وَ المشقة وَ تَخطي العقَابات مِن ٲجل لقمة عَيشهم وَ ليستمروا فِي هذه الحياة!! تَركوا ٱهلهم وَ ذهبوا ٳلي الغربة ليجنوا بعض مِن المال؟! وَ لكن مَا المال الذي يَجنونه!! ٲجورهم متدنية ( منخفظة) جِدا لدرجة ٲنها تَكفي لنفقات رَضيع فِي الأشهر الأولى، ؤَ كذلك ٲجورهم لَيست بِحجم وَ مقام ذلك العَامل الذي تَجاوز عُمره 18 سنة الذي لديه مستلزمات كَثرة فِي حياته وَ ٲشياء عَديده يُريد ٲن يَمتلكها مَثله مَثل ٲي ٳنسان فِي البَلد المُغترب به، وَ مِن يَدري لَعل البعض منهم يُرسل مبلغاً بَسيطا ٳلى ٲهله! ٲو يَتكلف فِي دراسة ٲبناءه وَ مصاريف زوجته ٳذا كان العامل لَيس ٱعزب.. ٱو يَشتري له بَعض مِن الملابس وَ الٲحذية ٱكرمكم الله ...
فَهو ٳنسان،وَ هم ٱيضا لهم حقوق وَ مِن حقهم ٲن يخرجوا وَ يتنزهوا وَ يمكنهم شراء الٲشياء اللي بخاطرهم،ؤَ ليس كل ما ذهبوا ٳلى مكان وَجدوا ٲن السعر للا يُناسبهم بسبب ٱن ٲجورهم قليله ( لَيس مِن باب التَساهل وَ لكن مِن مبدأ الٳحسان للغير وَ نحن نُدين لهم بِتنظيفهم لشوارعنا.. و نُكافئهم بهذه المعاملة!!؟؟ )
وَ ماذا عَن مساكنهم هَل هي مُهيئة للعيش!؟ هَل هم مرتاحون بها!؟
لَيس لأنهم ٱجانب لذلك لا تَهتمون بِهم وَ لراحتهم وَ لا لسعادتهم ،مالذي سَوف تَخسرونه مِن ٱن تَقومو ببناء مَبنى م فِي كُل مدينة لَهم وَ كُل مدينة تتُبع محافظاتها مَبني متكامل مِن جميع النواحي غُرف نظيفة وَ ٱيضا مكيفة و واسعه حيثُ كُل غرفة تَسع لأكثر مِن 5 ٱشخاص وَ مطبخ كبير جِدا وَ يوجد بها مِن الناحية الأخرى صالة طعام لهم مخصصة لوجبات الفطور و الغداء و العشاء وَ توفير الباصات لهم لكي تنقل كل كُل مجموعة منهم في الأحياء وَ توفير بطاقات خاصة بالمستشفيات الحكومية لأنهم بكل تاكيد سوف يمرضون من الغبار و روائح النفايات اللي تُسبب الأمراض الصدرية! ٱفرحوهم وَ يسروا عليهم حياتهم وَلا تعسيروها وَ أكتسبو الأجر من وراهم
فهم لم يٲتو ٳلى هنا وَ لم يغتربون لكي تُهينوهم بالمسكن وَ تذلوهم بالٲجور المنخفضة، بل لَم يجبروا عَلى المجىء هنا إلا لكسب المال وَ طلب السعي وراء الرزق مِن عَرق جبينهم... وَ مالذي قدمتوه لهم!؟؟ هذا وَ نحن ٱكثر ٱمة متعلمة وَ مطبقة لشريعة الدين الأسلامي وَ تعلمنا كيفية الٳحسان ٳلى الغير.. وَ حتى ٳن كنا نقصر في بعض .. أيضا هم بشر وَ ارواح خلقها الله كَما خَلقكم أنتم أيها المسؤولين.. ٱين الأنسانية و أين مبدأ الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال { ٱرحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن فِي السماء}..
لا ٱعلم كيف تَكونون سعداء وَ أنتم تَتَحملون مسؤولية ٱُناس يَوجد بداخلهم كَمية مِن الألم وَلا يَستطيعون ٱن يتكلمو لسبب وَاحد و هو ٱن [ ٳما ٱن تُرضى بالعمل ٱو عود ٳلى البلد الذي ٱتيت منه] ... وَ تظل مقولة لهم دائما " مجبورون رغم الألم ".... وَ كوب الشاي بَرد
[COLOR=#FF002E]الكاتبه وديان عيسى [/COLOR]
@wedyanEssa
التعليقات 2
2 pings
Warning: Attempt to read property "display_name" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 281
Warning: Attempt to read property "user_level" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 282
Warning: Attempt to read property "user_url" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 283
Warning: Attempt to read property "ID" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 284
29/12/2013 في 4:47 ص[3] رابط التعليق
رائعه صديفتي الى الامام يامبدعة
(0)
(0)
Warning: Attempt to read property "display_name" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 281
Warning: Attempt to read property "user_level" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 282
Warning: Attempt to read property "user_url" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 283
Warning: Attempt to read property "ID" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 284
03/01/2014 في 12:01 ص[3] رابط التعليق
الله يسعدك مقالك جميل ورائع جدا ، استمري
(0)
(0)