ذات ليلة وأنا أتجول بين صفحات تويتر، قرأت وسم بعنوان (من أسباب تقدم الغرب). ثم بدأت أفكر وأنظر إلى الفرق الذي بيننا نحن العرب وبين الغرب، فوجدت أنها نقطة. ولكنها لم تكن السبب وراء هذا التقدم الذي جعل المسافة بيننا وبينهم بالضبط، كالمسافة بين الثرى والثريا.
لنا أن نتسائل عن السبب وراء هذا الفرق الشاسع. والذي تركنا في تذييل الأمم بعد أن كنا على رأسهم. كما أن هناك بعضاً من الأسئلة الملحة والتي لا بد من طرحها والبحث والتدقيق في معرفة أجاباتٍ لها. فهي ليست بالألغاز الصعبة ولا بالمعادلات المعقدة. ولكنها وللوهله الأولى تتبادر إلى أذهاننا عند التحدث عن هذا الموضوع.
هل العالم الأسلامي والذي يتجاوز تعدادة المليار لا يستطيع أن يخرج منه من يأخذ بأيدينا إلى القمة؟ أين علاماء الفيزياء، والكيمياء، والأحياء، والطب، والهندسة، والمعلمون، أين أصحاب القرار الحذقين ذوي الرؤيا المستقبلية، أين المفكرين، والمثقفين؟ أم أننا جميعاً لا نستطيع بأن نبني مستقبلاً مشرق.
أن تقدم الغرب لم يكن بانتخابهم ذوي القربا أصحاب المستويات العلمية المتدنية ليكتبوا لهم الخطط المستقبلية والأمور الهندسية التطويرية. كما أنهم لا يتحدثون في المجالس، والمنتديات، والأعلام، والشارع، عن مواضيع ثانوية مثل (قيادة المرأة، والسحر، والجن، والإختلاط) وعندهم ما هو أولى وأهم. بالإضافة إلى أن المسؤل عندهم لا يجلس خلف المكاتب الفاخرة والكراسي الهزازة، ويترك الميدان لكل من هب ودب. أن تقدم الغرب لم يكن بتقديم أبناء أعضاء هيئة التدريس في الجامعات للدراسة على حساب أبن فراش المدرسة، أو سائق الأجرة. ولم يكن تقدمهم بأن يكون أصحاب السعادة منشغلين بمصالحهم الشخصية وترك المصلحة العامة.
إن تقدم الغرب جاء بأخذهم المصلحة العامة قبل الخاصة، وتشجيعهم على التفكير الايجابي والبحث العلمي، ونظافة عقولهم من التحجر الفكري والعنصرية. مما جعل الإخلاص، والصدق، والأمانة، والإحسان في العمل ثقافة مجتمعية. وتطبيق النظام على الجميع دون أي محسوبيات سواءاً كان وزير أو غفير. بمعنى آخر العدل والمساواة هو الأساس. وهذا هو مفهوم دولة القانون.
كم كنت أتمنى أن تتسع الدائرة ولكن، قبل النهاية أريد أن أذكركم بقصة قصيرة والتي حصلة في قطار مدينة شيكاغو.( بينما كانت إحدى السيدات تسأل عن فرصة عمل بإحدى الشركات أخذ الرجل الجالس بجانبها الهاتف وقال لهم: وظفوها فهي تستحق ذلك. وبعدها وفي أثناء سير القطار علمت السيدة أن هذا الرجل هو محافظ المدينة وعندما سئلته: لماذا تستخدم المواصلات العامة؟ أجاب قائلاً: (كيف لي أن أعرف مشاكلكم وأنا أركب سيارتي ذات الزجاج المعتم).
وأخيراً تذكروا دائماً بأن التاريخ لا يرحم يا سادة.
sale7_l@
[COLOR=#FF002E]الكاتب : صالح الغامدي [/COLOR]