سبق أن كتبت في صحيفة «المدينة» مقالاً بعنوان «ضباء مدينة بلا سجن» نشر في 24 ديسمبر 2011م، ذكرت فيه أن السجن في محافظة ضباء، التابعة لمنطقة تبوك، منذ تأسيسه في عهد مبكر من تاريخ تأسيس المملكة وحتى الآن، وهو يتنقل من مبنى مستأجر إلى مبنى مستأجر آخر. وليت الأمر توقف عند حدود المبنى المستأجر، واقتصر على هذا التنقل، ولكن الأمر تطور إلى ما هو أسوأ من ذلك. فقد تم إلغاء وإغلاق السجن في ضباء، بشكل مؤقت، بحجة الاعتراض على المبنى «المستأجر» كما سمعنا، وتم نقل وتوزيع السجناء الموجودين فيه إلى سجون بعض المحافظات الأخرى في منطقة تبوك، إلى حين وجود مبنى بديل. ما يضطر أسر وذوي السجناء للسفر إلى هذه المحافظات أثناء الزيارات. ولا يخفى على أحد أن هذا الوضع بهذه الصورة يسبب لهم مشقة ويشكل عبئاً عليهم، علاوة على ما قد يتعرضون له من حوادث في الطرق أثناء السفر. ونحن وإن كنا نقدر حرص الإدارة العامة للسجون والجهات المعنية الأخرى على راحة السجناء وتوفير الجو المناسب والملائم لهم، ولكن ليس بهذه الطريقة تتم معالجة الأمر، فهذا لن يتحقق إلا مع إنشاء مبانٍ حكومية، يراعى فيها كل الشروط والمواصفات المطلوبة، وليس في البحث عن مبانٍ مستأجرة، كنت أتمنى أن يقال أغلق سجن ضباء لحين الانتهاء من إنشاء المبنى الحكومي قريباً، بدلاً من قول لحين وجود مبنى بديل مستأجر. حقيقة لا أعلم ما هو السبب في عدم إنشاء مبنى للسجن في محافظة ضباء حتى الآن؟ ما المانع من القيام بذلك؟ هل هناك أسباب مقنعة نجهلها؟ تقف عائقاً أمام الإقدام على هذه الخطوة؟ إذا كان السبب المادي مستبعداً في ظل هذه الميزانيات الضخمة، إذن ما هو المبرر لهذا التأخير في تحقيق هذا المطلب المهم؟ إلى متى ونحن ننتظر؟ الدولة أعزها الله حريصة كل الحرص على راحة المواطنين، وتقديم كل الخدمات لهم في جميع مدن ومحافظات المملكة، وهذا ما يحرص ويؤكده دائماً خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- في كل اجتماع ومناسبة. نأمل ألا يطول انتظارنا أكثر من ذلك، ونتمنى هذه المرة أن يأتي الرد من الإدارة العامة للسجون، وهو يحمل بشرى إنشاء مقر أو مبنى للسجن في محافظة ضباء في القريب العاجل، رأفة بالسجناء وذويهم، وحتى نطوي صفحة المباني المستأجرة لسجن ضباء بعد عشرات السنين.

[COLOR=#FF005C]عبدالله حسن أبوهاشم[/COLOR]
ضباء