يواجه أهالي محافظة رنية معاناة كبيرة عند الحاجة إلى تلقي العلاج في المستشفيات المتخصصة حيث يضطرون إلى السفر إلى مستشفى الملك عبد العزيز التخصصي ومستشفى الملك فيصل في الطائف فضلًا عن مستشفيات أخرى خارج المحافظة ويزيد من صعوبة الأمر طول المواعيد وظروفهم المادية الصعبة وغياب وسائل النقل المناسبة للبعض منهم مما يجعل رحلة البحث عن العلاج عبئًا نفسيًا وماليًا على العديد من الأسر
السبب الرئيسي لهذه المعاناة يعود إلى محدودية الخدمات الطبية في مستشفى رنية العام حيث إنه مستشفى صغير يفتقر إلى العديد من التخصصات الطبية المهمة فضلًا عن قلة الإمكانيات في مجالات الأشعة والطوارئ والإنعاش والعمليات والمختبرات والعيادات الخارجية مما يضطر المرضى إلى تحمل مشقة السفر لإجراء الفحوصات والعلاجات اللازمة
تفاقم المعاناة بسبب بعد المسافات وارتفاع التكاليف
تزداد معاناة أهالي رنية بسبب المسافات الطويلة التي يضطرون لقطعها للكشف عن الأمراض وإجراء التحاليل والعمليات الجراحية إلى جانب المراجعات الدورية وزيارة المرضى ويترافق ذلك مع ارتفاع تكاليف الإقامة في المدن التي يقصدونها للعلاج وغلاء أسعار الخدمات الصحية مما يشكل عبئًا إضافيًا على الأسر ذات الدخل المحدود التي تجد نفسها مجبرة على تحمل هذه المشقة لضمان حصولها على الرعاية الطبية اللازمة
يعاني المرضى وذووهم من الإرهاق البدني والنفسي بسبب السفر المتكرر حيث يعودون إلى المحافظة منهكين بعد رحلة بحث طويلة عن العلاج مما يؤثر على صحتهم ويزيد من حجم المعاناة
مستشفى رنية العام سعة محدودة لا تلبي الاحتياجات
خمسون سريرًا فقط هو العدد الإجمالي للأسرة في مستشفى رنية العام وهو رقم لا يتناسب إطلاقًا مع عدد سكان المحافظة الذي يتجاوز ثمانين ألف نسمة فضلًا عن العدد الكبير من المسافرين والعابرين الذين يمرون بها يوميًا
كما أن موقع المحافظة الاستراتيجي يزيد من الحاجة إلى مستشفى متكامل حيث تتفرع منها أربعة طرق رئيسية ترتبط بمناطق مختلفة من المملكة وهي طريق المنطقة الجنوبية طريق الرياض طريق مكة المكرمة وطريق منطقة الباحة
تشهد هذه الطرق العديد من الحوادث المرورية التي تخلف إصابات ووفيات مما يستدعي وجود مستشفى قادر على تقديم الرعاية الطارئة وإنقاذ المصابين كما تمر عبر المحافظة أعداد كبيرة من الحجاج والمعتمرين القادمين من جنوب المملكة ومن دولتي اليمن وسلطنة عمان مما يزيد الضغط على الخدمات الصحية في ظل محدودية الإمكانيات المتاحة حاليًا
نقص في الأدوية والخدمات الطبية
المشكلة لا تقتصر على نقص الأسرّة بل تمتد إلى نقص الأدوية والخدمات الطبية الأساسية مما يضطر المرضى إلى البحث عن العلاج خارج المحافظة كما يشكو المراجعون من غياب الرعاية الصحية المتكاملة وعدم توفر بعض التخصصات الطبية الحيوية مما يضاعف من الأعباء المالية والجسدية عليهم ويجعلهم تحت رحمة المسافات الطويلة والتكاليف المرتفعة للحصول على الخدمات الصحية
مطالبات بتدخل عاجل من وزارة الصحة
في ظل هذه التحديات يجدد أهالي رنية مطالبهم لوزارة الصحة بالتدخل العاجل وإيجاد حلول جذرية لمعاناتهم المستمرة منذ سنوات وذلك من خلال إرسال لجان متخصصة لدراسة الوضع الصحي في المحافظة وتقييم الاحتياجات الفعلية لسكانها واعتماد مستشفى متكامل يضم جميع التخصصات الطبية ويشمل عيادات تخصصية وحدات متقدمة للعناية المركزة ومراكز متخصصة للأشعة والعمليات وتحسين جودة الخدمات الصحية في المستشفى الحالي عبر تزويده بالتجهيزات الحديثة وتوفير الكوادر الطبية المؤهلة وضمان توفر الأدوية والمستلزمات الطبية وافتتاح مراكز طبية متخصصة في مجالات مثل أمراض القلب والعظام والكلى والأطفال والنساء والولادة لضمان حصول المرضى على العلاج دون الحاجة إلى السفر
ختامًا
يبقى الوضع الصحي في محافظة رنية بحاجة ماسة إلى تدخل سريع من الجهات المعنية لضمان حصول المواطنين على رعاية طبية لائقة بعيدًا عن مشقة السفر والأعباء المالية المرهقة فهل ستستجيب وزارة الصحة لهذه النداءات وتضع حدًا لمعاناة الأهالي الأيام القادمة ستكشف الإجابة