ألقى فضيلة الشيخ خالد بن مشعي آل كله، إمام وخطيب جامع رنية وكاتب العدل بالمحافظة، درسًا علميًا بعنوان “الشتاء نصف العام والصيف نصف العام: حكمة الخالق في الكتاب والسنة”، و ذلك بحضور كبير من المصلين و المشايخ.
وتناول فضيلته في درسه التغيرات المناخية التي تقسم السنة إلى شتاء وصيف، مسلطًا الضوء على عظمة الخالق في تدبير الكون من خلال آيات الكتاب والسنة النبوية الشريفة.
محاور الدرس العلمي
1. الحكمة الربانية في تعاقب الفصول:
استشهد فضيلته بقول الله تعالى:
“وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا” (الفرقان: 62).
وأوضح أن تعاقب الليل والنهار وتغير الفصول دليل على رحمة الله وحكمته، ليتمكن الإنسان من استغلال هذه المواسم بما يحقق التوازن في حياته.
2. الشتاء والصيف في السنة النبوية:
استدل الشيخ بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
“الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة” (رواه أحمد).
وبيّن فضيلته أن الشتاء فرصة عظيمة لأداء العبادات، حيث يقصر النهار ويبرد الطقس، فيسهل الصيام وقيام الليل.
كما أشار إلى فضل الصيف من حيث العمل والسعي، مستدلًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم:
“اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك” (رواه الحاكم).
3. أهمية التكيف مع الفصول:
أكد الشيخ أن التغيرات المناخية تفرض على الإنسان التكيف معها بما يحقق الصحة والراحة، مشيرًا إلى أهمية الوقاية في الشتاء من الأمراض، والعمل والاجتهاد في الصيف، حيث قال تعالى:
“وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ” (الأنبياء: 30)، داعيًا إلى شرب الماء الكافي صيفًا والتدفئة شتاءً.
4. التفكر في خلق الله:
دعا الشيخ خالد الحضور إلى التفكر في تعاقب الفصول وتدبير الله تعالى للكون، مستشهدًا بقوله سبحانه:
“إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ” (آل عمران: 190).
تفاعل وإشادة
اختُتم اللقاء بتأكيد الشيخ على أهمية استغلال المواسم في العبادة والعمل والتأمل في حكمة الخالق، حيث لاقى الدرس إشادة واسعة من الحضور، الذين وصفوه بأنه “محاضرة توجيهية تجمع بين هدي الكتاب والسنة، والفكر الواقعي الذي يعزز الوعي المجتمعي”.
ويأتي هذا اللقاء ضمن جهود الشيخ خالد لتعزيز الثقافة الدينية والوعي المجتمعي في محافظة رنية.