حذَّر خبراء الصحة من أن الإفراط في استخدام منتجات التنظيف للحفاظ على بيئة منزلية صحية وآمنة، قد يعرّض صحتنا للخطر على المدى الطويل.
ويعتقد كثيرون أن تنظيف الحمام هو إحدى العادات الصحية الجيدة، لكن ما قد يجهله البعض هو خطر بعض منتجات التنظيف على الصحة.
وحسب صحيفة “ميرور” البريطانية، أظهرت الدراسات أن عديداً من منتجات تنظيف الحمام تحتوي على مواد كيميائية سامّة، مثل الفورمالديهايد والفثالات والمركبات العضوية المتطايرة، التي تسهم بشكلٍ كبيرٍ في تلوّث الهواء الداخلي. وهذه المواد الكيميائية قد تؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، من بينها اضطرابات الجهاز التنفسي والصداع، وقد تتسبّب في الإصابة بالسرطان في الحالات الشديدة.
ووفقاً لوكالة حماية البيئة الأمريكية، تعد هذه المواد من العوامل التي تلوّث الهواء الداخلي وتعرّض الأشخاص لخطر الأمراض التنفسية المزمنة، حسب موقع “روسيا اليوم”.
وتعد الحمامات من الأماكن ذات التهوية المحدودة؛ ما يعني أن المواد الكيميائية التي تنبعث من المنظفات يمكن أن تظل في الهواء لفترات أطول، ما يزيد من خطر التعرُّض لها.
وتحتوي بعض منتجات التنظيف على مواد حافظة تُطلق آثاراً من الفورمالديهايد، وهي مادة معروفة بخصائصها السامّة. ومن بين هذه المواد: هيدانتوين دي إم دي إم ويوريا إيميدازوليدينيل ووبروموبول، وغيرها من المركبات التي قد تسهم في تلوّث الهواء.
ويعدّ المعهد الوطني للسرطان أن الفورمالديهايد مادة مسرطنة للبشر، وقد يزيد التعرُّض لها على المدى الطويل من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان. كما أن الفثالات، التي تستخدم عادة في المنتجات المعطرة، قد تتداخل مع هرمونات الجسم وتسبّب مشكلات صحية مختلفة.
ويمكن أن تؤدي المركبات العضوية المتطايرة (VOCs) إلى تدهور جودة الهواء الداخلي، ما يزيد من مخاطر مشكلات الجهاز التنفسي.
ووفقاً للمعهد، أظهرت الدراسات أن العمال الذين تعرّضوا لمستويات عالية من الفورمالديهايد، مثل عمال الصناعة، كانوا أكثر عُرضة للإصابة بسرطان الدم وسرطانات نادرة أخرى.
ولتقليل هذه المخاطر وتعزيز روتين تنظيف أكثر أماناً، ينصح الخبراء باستخدام بدائل غير سامّة، مثل الخل الأبيض وصودا الخبز، والتي توفر تنظيفاً فعالاً وآمناً دون إطلاق أبخرة ضارة. كما ينصح بالتحقّق من ملصقات المنتجات لاختيار المنظفات الخالية من الفورمالديهايد والفثالات.
وأبرز خبراء الصحة مدى أهمية التهوية الجيدة في أثناء التنظيف، مثل فتح النوافذ وتشغيل مراوح الشفط وإبقاء الأبواب مفتوحة؛ ما يسهم في تحسين تدفق الهواء وتخفيف تراكم المواد الكيميائية في الجو.
كما ينصح بأخذ فترات راحة قصيرة في أثناء التنظيف للحد من التعرُّض المستمر للمواد الكيميائية.