شهدت العاصمة عدن جنوب اليمن موجة رفض شعبي وسياسي واسعة تجاه اجتماع “التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية” الذي جرى الإعلان عن تشكيله مؤخراً بمشاركة شخصيات ومكونات سياسية شمالية داعمة لما يسمى “بمشروع اليمن الاتحادي”. ويُنظر إلى هذا الاجتماع، بحسب قوى جنوبية، على أنه محاولة لخلق كيان منافس للمجلس الانتقالي الجنوبي، الممثل الشرعي لقضية شعب الجنوب والطموحات الاستقلالية لأبناء الجنوب.
المجلس الانتقالي الجنوبي يرفض التكتل الجديد ويدعو للالتزام بالاتفاقات
في بيان أصدره المجلس الانتقالي الجنوبي حول هذا التكتل الجديد، أكد المجلس على متابعته لمخرجات التكتل وبيان إشهاره، مشيراً إلى أنه لا يُعد جزءاً من هذا التكتل ولم يوافق على أي من نتائجه. وشدد المجلس الانتقالي على دوره ككيان سياسي فاعل وشريك رئيسي في حكومة الشراكة اليمنية، وكممثل لأهداف شعب الجنوب التي تتمثل في استعادة دولتهم وهويتهم المستقلة.
وجاء في بيان المجلس أن المجلس الانتقالي يقود من خلال “الميثاق الوطني الجنوبي” تكتلاً سياسياً يعبر عن تطلعات الجنوب نحو الاستقلال، وأكد على استعداده لمناقشة أي جهود مشتركة تواجه الأخطار، لاسيما التهديدات القادمة من ميليشيات الحوثي. كما جدد المجلس الانتقالي التأكيد على ضرورة احترام التمايز السياسي بين الشمال والجنوب، وعدم التأثير على أي منهما سياسياً.
وأكد المجلس على عدم التزامه بأي مخرجات أو قرارات تصدر عن هذا التكتل، داعياً إلى الالتزام بالاتفاقات الواردة في “اتفاق الرياض” والبيان الختامي للمشاورات الخليجية، والتي تمثل حجر الأساس للشراكة بين الجنوب والشمال في مجلس القيادة الرئاسي وحكومة المناصفة.
رفض واسع من القوى الشعبية والنقابية والمدنية الجنوبية في عدن
وفي سياق متصل، أعلنت قوى سياسية ونقابية ومنظمات المجتمع المدني في عدن رفضها لتحركات الأحزاب الشمالية التي تهدف، من وجهة نظرها، إلى تقويض جهود المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يعد الشريك الاستراتيجي في المجتمع الإقليمي والدولي، وممثل أبناء الجنوب في قضاياهم المصيرية.
وقد أصدر اتحاد النقابات في عدن بياناً حازماً يعبر عن استيائه مما وصفه بالتدخلات السياسية التي تتجاهل الإرادة الشعبية لأبناء الجنوب، مؤكداً دعمه الكامل للمجلس الانتقالي الجنوبي كممثل شرعي ووحيد لقضية الجنوب. كما طالبت النقابات المجتمع الدولي بدعم حق الجنوب في تقرير مصيره والحفاظ على استقلالية قراره بعيداً عن الضغوط الخارجية.
مواقف مؤيدة للمجلس الانتقالي من منظمات المجتمع المدني والمكونات القبلية
وعبرت منظمات المجتمع المدني والقوى القبلية في الجنوب عن رفضها لمحاولات إضعاف المشروع الجنوبي، مؤكدين أن أبناء الجنوب لن يسمحوا بتمرير أي أجندات تسعى لتهميش مطالبهم أو المساس بهويتهم. وأكدت هذه الأطراف أن المجلس الانتقالي الجنوبي يبقى ممثلاً وحيداً وأساسياً لقضية الجنوب، ودعت إلى التكاتف لدعم هذا المجلس في وجه أي محاولات تستهدف وحدتهم.
دلالات سياسية وتأثيرات مستقبلية
يُجمع محللون على أن هذا الرفض الشعبي والسياسي يعكس حالة من الوعي المتزايد بين أبناء الجنوب تجاه حقوقهم السياسية، وحرصهم على حماية مكتسباتهم، في ظل وجود توافق واسع حول دور المجلس الانتقالي الجنوبي كحامي لمصالح الجنوب. كما أن الموقف الحالي يعكس قوة الدعم الإقليمي والدولي الذي يحظى به المجلس الانتقالي كعنصر فاعل في الشراكة اليمنية وحكومة المناصفة.
خلاصة التقرير
يظل موقف أبناء عدن والجنوب ثابتاً في رفض أي محاولات لفرض أجندات سياسية تتعارض مع طموحاتهم في الاستقلال، مؤكدين على ضرورة احترام إرادتهم. وتبقى الدعوة مفتوحة، بحسب بيان المجلس الانتقالي الجنوبي، أمام الحوار والتعاون مع الأطراف التي تلتزم بالاتفاقيات القائمة، وتهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار المشترك، بعيداً عن أي تدخلات تؤدي إلى التفرقة أو تهميش حقوق الجنوب وأبنائه.