أُحِبُّ ( الرِّياضَ) وَأَهْلَ ( الرِّياضِ)
وَأُبْغِضُ في حُبِّها وَأُراضي
وَإِنْ كانَ غَيْرِي لَهُ رَوْضَةٌ
وَحيدَتُهُ فَأَنا لي ( رِياضي)
فَلا أُهْلُها مِثْلَ كُلِّ الأَهالي
وَلا أَرْضُها مِثْلَ كُلِّ الأَراضي
هُمُ الأَهْلُ وَالأَرْضُ طولاً وَعَرْضاً
فَمَا لي إِذَنْ بِالطِّوالِ العِراضِ ؟!
لَهُمْ فَيْضُ قَلْبي مِنَ الحُبِّ حَتَّى
تَبَارَكَ غَيْرُهُمُ بِالْمُفاضِ
ثلاثونَ عاماً مَضَتْ أَوْ تَزيدُ
سَكَنْتُ (الرِّياضَ) وَطابَ ارْتِياضي
لَهَا الوُدُّ في خافِقي بازْديادٍ
إِذَا كانَ وُدُّ الورىٰ بانْخِفاضِ
أَقاسِمُها العَيْشَ حُلْواً وَمُرَّاً
بِمَا فِيهِ مِنْ سَلْوَةٍ وَامْتِعاضِ
مِنَ القَلْبِ أَحْبَبْتُها صادِقاً
وَتَبَّاً لِقَلْبٍ هَواهُ ( افْتِراضي)!!
أُقَدِّمُ حُبِّي لَهَا حاضِراً
وَما جَاءَ بِالدََيْنِ وَالاقْتِراضِ
حَبيبَةُ مُسْتَقْبَلِ العُمْرِ مِنِّي
وَحاضِرُهُ وَهْيَ أَجْمَلُ ماضِ
أُسامِحُها حينَ تَقْسو عَليَّ
وَأُعَرِضُ عَنْ صُخْبِها بِالتَّغاضي
تَعُجُّ شَوارِعُها بالضَّجيجِ
فَأَعْبُرُ مِنْها بـ( روحِ الرِّياضي)
وَكَمْ نالَ مِنْها وِحامُ الزِّحامِ
لِتَحْضِنَني كَوَليدِ المُخاضِ!!
وَكَمْ هَزَّني الشَّوْقُ مِنْها إِلَيْها
بِأَسْرَعَ مِنْ جَلْسَتي وانْتِهاضي!
رِياضُ القُلُوبِ كَمَا لاسْمِها
بِذاكِرَةِ العاشِقِ المُسْتَهاضِ
بِمَنْزِلَةِ الرُّوحِ مِنْ آهِليها
تُوَشِّحُ أَنْفاسَهُمْ بِالبِياضِ
تُؤانِسـهُمْ مِثْلَ أُحْدوثَةٍ
تُداعِبُها لَذَّةُ الاغْتِماضِ
وَتَسْعَدُ بِالَوافِدينَ إِلَيْها
وَتَأْنَفُ مِنْ جَفْوةِ الاعْتِراضِ
وَكَمْ مِنْ غَريبٍ تَناسَىٰ بِهَا
مَتاعِبَ غُرْبَتِهِ وَهْوَ راضِ!
وَكانَتْ لَهُ خَيْرَ أَهْلٍ ودارٍ
فَبورِكَ مِنْ مُسْتَعيضٍ مُعاضِ!
عَلَيْهَا مِنَ اللَّهِ أَزْكَىٰ سَلامٍ
يَفوحُ شَذاهُ كَزَهْرِ الفِياضِ