بينما يشهد موسم الرياض انطلاقته اليوم وسط أجواء من الترقب والحماس، يبرز تساؤلٌ مهم: كيف تساهم هذه الفعاليات في تعزيز الهوية الوطنية للسعوديين؟
لفت انتباهي ورقة علمية نُشرت مؤخرًا في إحدى المجلات العلمية، تناولت تأثير موسم الرياض على الهوية الوطنية.
وفقًا لهذه الدراسة، يبدو أن الجواب واضح: "نعم" السياحة يمكن أن تعزز الانتماء الوطني.
تشير الدراسة التي أجريت في الكلية الجامعية بتربة إلى أن موسم الرياض يلعب دورًا بارزًا في تعزيز الهوية الوطنية من خلال تقديم قيم المملكة وتاريخها الثقافي في أجواء مبهجة وجذابة؛ وقد كانت النتائج مدهشة حيث أفاد أكثر من 80% من المشاركين بأنهم يشعرون بفخر أكبر بتراثهم وثقافتهم بعد حضور الفعاليات المتنوعة التي يقدمها الموسم، وجاء المتوسط العام لتأثير موسم الرياض على تعزيز الهوية الوطنية للمملكة بدرجة مرتفعة.
كما أظهرت نتائج الدراسة وجود تأثير ذو دلالة إحصائية لموسم الرياض على تعزيز الهوية الوطنية، حيث ساهمت الفعاليات في تقديم صورة متكاملة تعكس تاريخ المملكة وتراثها وقيمها.
كان لموسم الرياض تأثير إيجابي في رفع الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي للمملكة، مما يساهم في تعزيز القيم الثقافية والوطنية بين السعوديين والزوار على حد سواء.
خلصت الدراسة بناءً على نتائجها إلى أهمية توسيع نطاق الفعاليات لتشمل مناطق أخرى في المملكة، مما سيسهم في تعزيز الهوية الوطنية بشكل أوسع ويُستحسن أيضًا استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز التفاعل مع الجمهور عبر تطبيقات تفاعلية وحملات تسويقية وينبغي تحسين تجربة الزوار من خلال دمج تقنيات حديثة مثل الواقع المعزز لعرض معلومات إضافية، كما يُفضل إجراء دراسات إضافية لتوسيع مجالات البحث حول تأثير موسم الرياض على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى ذلك، يمكن دراسة تجارب دول أخرى في تنظيم فعاليات مشابهة لاستخلاص الدروس وتحسين الفعاليات في المملكة.
بناءً على نتائج الدراسة، تقدم الباحثون مجموعة من التوصيات لتعزيز دور السياحة في بناء الهوية الوطنية تتضمن هذه التوصيات توسيع نطاق الفعاليات لتشمل مناطق أخرى، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتفاعل مع الجمهور، وتحسين تجربة الزوار باستخدام التكنولوجيا، مثل تقنيات الواقع المعزز، كما يُوصى بإجراء دراسات إضافية لفهم تأثير موسم الرياض بشكل أعمق.
تعتبر السياحة من أبرز وسائل تعزيز الهوية الوطنية لأي بلد، فهي لا تعكس ثقافة البلاد فحسب، بل تعزز أيضًا الانتماء والفخر.
في المملكة العربية السعودية، شهد قطاع السياحة تحولًا جذريًا في السنوات الأخيرة، ولا سيما مع تنظيم موسم الرياض، الذي أصبح واحدًا من أكبر الفعاليات الترفيهية والثقافية في العالم ويأتي هذا التحول في إطار رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز دور السياحة والثقافة في بناء هوية وطنية حديثة تجمع بين التراث والحداثة.
ما يميز هذا الموسم هو تنوع الفعاليات الثقافية، من حفلات موسيقية وعروض مسرحية إلى معارض فنية واحتفالات تقليدية، وهذه الفعاليات ليست مجرد ترفيه، بل هي فرصة للجميع للتواصل مع تراثهم وثقافتهم، مما يساعد في تعزيز الفخر بالهوية الوطنية إذ يُعتبر موسم الرياض بمثابة جسر يربط بين السعوديين والزوار الأجانب، بالإضافة إلى تعزيز الهوية الوطنية، يتمتع موسم الرياض بتأثيرات اقتصادية واجتماعية واضحة فهو يوفر فرص عمل للمواطنين السعوديين في مجالات متعددة، بدءًا من تنظيم الفعاليات وصولاً إلى قطاعات مثل الفندقة والمطاعم.
ومع تدفق الزوار من جميع أنحاء المملكة، يتم بناء علاقات اجتماعية جديدة، مما يسهم في تعزيز الوحدة الوطنية.
في الختام، يمكن القول إن موسم الرياض يمثل خطوة هامة في تعزيز الهوية الوطنية السعودية من خلال السياحة الثقافية والترفيهية، أذ أن الفعاليات المتنوعة التي يقدمها الموسم تعزز من قيم التراث والانتماء، وتساعد في تقديم صورة مشرقة عن المملكة للعالم مع استمرار الجهود لتعزيز الفعاليات السياحية، يمكن لموسم الرياض أن يصبح نموذجًا يُحتذى به في تعزيز الهوية الوطنية وتوطيد العلاقات بين الأجيال المختلفة، محليًا ودوليًا.
أؤمن بأن موسم الرياض ليس مجرد فعالية ترفيهية، بل هو مشروع طموح يعكس التحول الثقافي والاقتصادي الذي تشهده المملكة في إطار رؤية 2030.
إن الفعاليات التي تحتضنها هذه المناسبة تقدم منصة مثالية لإبراز الهوية الوطنية، وتعزز الانتماء والاعتزاز بالثقافة والتراث السعودي ومن خلال هذه الفعاليات المتنوعة، يستشعر المشاركون روح الوحدة والتنوع الثقافي الذي يجعل من المملكة مجتمعًا فريدًا.
الأثر الإيجابي لموسم الرياض يمتد إلى ما هو أبعد من مجرد تجربة ترفيهية، ليشكل جسرًا بين الماضي والحاضر، ويعزز التواصل بين الأجيال المختلفة.
إن مستقبل الفعاليات السياحية في المملكة يحمل في طياته إمكانيات كبيرة لتعزيز الهوية الوطنية، ويجب أن تُعتبر هذه التجارب جزءًا أساسيًا من الهوية الثقافية للسعوديين ولتعزيز الفخر بالتراث الوطني والعمل على تطويره ينبغي أن يكونا في صميم السياسات الثقافية، لتحقيق رؤية المملكة في بناء مجتمع متماسك ومتقدم.
إن موسم الرياض خطوة نحو بناء مستقبل زاهر يتخطى الحواجز، ويجمع بين الأصالة والحداثة، ويُظهر للعالم جمال الثقافة السعودية وتنوعها.