الحياة برمتها مجموعة أحلام تستطيع أن تسميها أحلام اليقظة وأحياناً نسميها أضغاث أحلام وأحياناً كنوع من الفلسفه الواقعية أي بمعنى ماهو عيني وقابل للإدراك وقد يكون وجودياً على الأذهان وربما البعض يعتقد الشي بإنفصاله عن الفكر والواقع الذي يظنه البعض ، فهو يعيش بين الوجود والموجود ، ماعلينا من هذا الكلام الفلسفي، و مالكم بالطويلة .
المهم أن هذا الكائن البشري يعيش فترة من حياته وهو يصول ويجول ويجتهد ويتحمل الصعاب ويحاور ويناور وينافح بل يقاوم الحروب وما يتبعها من ويلات وتشرد وكوارث مالله به عليم كل ذلك لأجل أهداف رسمها في مخيلته وقد تتحقق جميع أهدافه على مدى فترة أو فترات من العمر .
ثم في غفلة من الزمن وبعد مرور عقدين أو ثلاثة أو ماشاء الله لها أن تكون ، تتغير تلك الخارطة برمتها وتلك الأماني والأهداف وحتى الحب والود والكراهية والعتاب والقطيعة والتواصل وتضمحل كلها ربما في لحظة وربما عبر أيام أو أسابيع لأنها أقدار قد كتبها الله في لوحٍ محفوظ وجرى عليها أمر الله فأصبحت واقعاً ملموساً في حياتك ، فتبدلت تلك الحياة التي كانت حُلماً فتنكشف لك أموراً ومجريات تغير من حياتك جذرياً وبواقع لم تحلم به يوماً أو قد كانت أمنية أو شيئاً لم يدر في مخيلتك أو فوق قدراتك وتصواراتك و من خارج حساباتك فقد تكرهها وقد تحبها ولاتعلم ما بعدها ، لتغيرات فيسلوجية نفسية ، تتضارب أمامك فيها الحقائق بين خليط ذهني وهذيان نفسي تحتاج معه إلى زمن لترى واقعك بالعين المجردة فإماً نعمةً تنعم بها أو شقاءً تشقى به بقية عمرك .
فتتحدث مع نفسك أين تلك الخطط أين ذاك الزمن وحظوظه والمكان وأفكاره وأهله و ناسه فلا تبتئس ، لأن الحياة الدنيا كلها عبارة عن متغيرات ولن تثبت تلك الحقائق وحقيقتها إلا في العالم الحقيقي في ذلك اليوم .
فهذه كلها حقائق كالموت والحياة والروح والملائكة والجنة والنار والبعث والنشور ،، أما مانعيشه الآن فهي تجارب لا تمت للواقع الحقيقي بشي فكلها للهلاك والإنتهاء إلى غير رجعة يقول الله تعالى ( وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) فتلك هي الحياة الحقيقية الأبدية السرمدية والتي لانهاية لها وواقع حقيقي لا يتغير . ماهي الفكرة ؟؟
الفكرة كن عاملاً جاداً لتصل لبر الأمان يوم العرض والنشور ، فإجعل لك أثراً في الدنيا ينفعك في الآخرة ( يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ،، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سليم ).
فما تعمله اليوم هو صورة عكسية لك في الآخرة فانظر ماذا قدمت لغدك .
يقول الله تعالى : وما خَلَقْتُ الْجِنَّ والانس إلا لِيَعْبُدُونِ .
بقلم