أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الأستاذ جاسم محمد البديوي، أن الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين والانتهاكات المستمرة في قطاع غزة هما السبب الجذري للأزمات المتفاقمة في المنطقة، داعيًا المجتمع الدولي بدوله ومنظماته كافة إلى وقفة جادة للتصدي لهذا الاحتلال ومحاسبته على انتهاكاته المتواصلة، ودعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وفق حدود 1967.
جاء ذلك في كلمة له خلال أعمال “ملتقى ألباخ 2024″، الذي نظمته وزارة الشؤون الأوروبية والدولية النمساوية في إطار مبادرة الأمم المتحدة – النمسا حول “الشراكات المتعددة الأطراف: تعزيز التعاون” خلال الفترة من 24 إلى 26 أغسطس 2024م في مدينة ألباخ، النمسا.
وجدد دعوة مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى عقد مؤتمر دولي تشارك فيه جميع الأطراف المعنية؛ لمناقشة سبل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلّة وعاصمتها القدس الشرقية.
ودعا إلى إصلاح ودعم دور الأمم المتحدة ووكالاتها في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، وضمان عدم تهميشها في عصر يشهد عدم استقرار عالمي غير مسبوق، مؤكدًا أن مجلس التعاون يؤمن بأن الدعم الجماعي للأمم المتحدة أمر ضروري لتجاوز هذه الأوقات العصيبة والتمسك بمبادئ الحوكمة العالمية.
وحذّر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، من التهديدات الجديدة التي تواجه الأمن الإقليمي والدولي، مشيرًا إلى أن استخدام الدول للوكلاء المسلحين، وزيادة خطر انتشار الأسلحة النووية، وتطورات الذكاء الاصطناعي في الحروب المعلوماتية؛ كلها عوامل تزيد من حدة التوترات، وأكد أهمية الحلول الدبلوماسية لمنع النزاعات.
واستعرض رؤية مجلس التعاون للأمن الإقليمي التي تم اعتمادها في عام 2023م، موضحًا أن الدبلوماسية والتعاون الدولي يمثلان الركيزة الأساسية للاستراتيجية في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي والدولي وضمان السلام والأمن المستدامين.
وأشار في ختام كلمته إلى أن دول المجلس تواصل دعم الحلول السلمية للنزاعات، وأن مبادرات المجلس الأخيرة تعمل على تعزيز الظروف الملائمة للمفاوضات، والتأكيد على القانون الدولي، والتمسُّك بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة بشأن السيادة والسلامة الإقليمية.
وأكّد أن مجلس التعاون سيواصل تقديمَ المساعدات الإنسانية؛ إدراكًا منه للتأثير الشديد لهذه الصراعات على الأمن الغذائي ورفاهية المدنيين في المناطق المتضرِّرة، مشيرًا إلى جهود مجلس التعاون في اليمن والسودان ومناطق الأزمات الأخرى، التي تؤكّد التزامَه بتخفيف المعاناة الإنسانية.