في هذه الحياة المليئة بالمنجزات والمليئة بالخيبات والتي يكثر فيها الخير والشر و الحروب تاراتٌ وتارات ولا بد يوماً ما تتكشف الأقنعه المزيفة وتُثبت المواقف قدرة الرجال على التحدي والثبات ، فكنا منذ زمن نتعايش مع الكل والجميع فلا تعرف من هو الصديق من العدو بسبب أن الجميع يعمل بصمت وبمشاعر هادئه كهدوء البحر تسير عليها البوارج والقوارب ولا أحد يتعثر ولا يشكو وكلاً في فلكٍ يسبحون .
وكان سبب ذلك الهدوء أن الناس مقتنعين بما لديهم ويجتهدون للبحث عن لقمة العيش والحياة الهنية فلا هم لهم غير ذلك ، فتجدهم متعايشين مع بعضهم البعض رغم إختلاف اللهجات والبيئة والعقيدة والدم ، لا يجمعهم إلا المكان ولا يفرقهم إلا الموت وكلاً منهم يبحث عن مصلحته دون أن يؤثر أو يتأثر بأحد ، بل يتبادلون المنافع فيما بينهم كما يُقال بروح رياضية لبعدهم عن التعصبات والمناطقية والأهداف والمآرب المشبوهه .
حتى تغيرت الظروف المحيطة بهم على مستوى الدول والجماعات وتداخل بينهم المتربصين بهم والباحثين عن تفريق الجماعات والترصد للآخر ليظهر معايبه والإستنقاص من قيمته الإجتماعية وإنتمائه الديني والقبلي وغيره ، ومن هنا أصبح الأنتماء للأشخاص والمصالح فأصبحت البيئة حاضنه لهم سهلة الإختراق لضعف الوازع الديني ولضعف الإنتماء للوطن وجهل الناس بما يُحاك لهم تحت ستار الليل البهيم فتثار فتنة هنا وهناك ويحركونهم بناءً على أهدافهم و تلك القشرة الضعيفة من مذاهب وعادات وتقاليد وقبيلة حتى أصبح لكلٍ إنتمائه وعليها يصافح ويهادن ويحارب ، ويقاتل كل من اختلف معه في رأي أو عادة أو مذهب فوجد الأعداء الحقيقيون المداخل والمخارج حتى جعلوا القبيلة والدولة شعوباً وقبائل تبعاً لمصالح تخدم الآخرين وعليها فتم الخروج على بعضهم البعض وتظاهروا وتقاتلوا وخرجوا على ولي أمرهم فاختلفوا وخالفوا أمر الله .
ثم بعد ذلك صدقوا ما يحاك ويروج لهم من الأشاعات و الأهداف والمصالح التي ستأخذهم إلى نعيم دائم وسلطان قائم فينامون على تلك الأماني والأحلام بأيام معدودات ثم يفيقون وقد أُحتلت أرضهم وشتت الله شملهم واغتصبت الحقوق والأعراض ومُزِّقوا كل ممزق وهاهم الآن ينادون ويتغنون بتلك الأيام الخوالي وذلك السلطان ، ولكن هيهات هيهات بعد فوات الأوان .
ولأنه مازال هناك مرتزقه وسُراق للأوطان والأموال فمازال هناك من يسعى من بعض الدول والجماعات والأفراد ممن يدعون العروبة والإسلام لمحاولة إنها آخر حصن من حصون المسلمين فبدأ العزف على أوتار سرقة الأموال العامة وإستعباد المواطنين بتطبيق العدالة بينهم بأنه سُلبت حقوقهم بأن لهم الحق في التمتع بالاموال والبلاد دون حسيب أو رقيب ويعزفون على تفكيك الأسر وإضعاف قيمة ولاة الأمر أمام شعوبهم وما ذلك الهجوم الذي يأتي من كل جانب شاركت فيه أعداء الملة والدين من دول ورؤساء مجتمعين ومتفرقين من كل حدبٍ وصوب لمحاربة الخليج عامة وعلى الخصوص المملكة العربية السعودية ولكن خاب مسعاهم ورد الله كيدهم في نحورهم فعاودوا الكرة مرة ومرات من خلال ضعاف النفوس وخونة الدين والوطن من مشاهير الفلس ومن عبيد المال ومحبي إشاعة الفاحشة لمحاولة خلخلت الشعوب الخليجية والشعب السعودي العظيم وإظهار تلك الشعوب بمظهر الفاسقين المفسدين الضعفاء أمام حقوقهم و مصالحهم الشخصية لتحقيق مآرب الأعداء من خلال أبناء جلدتهم وأهلهم ولكن بحفظ الله وكرمه فالكل والجميع حذر و منتبه لمثل هؤولاء المرتزقة و الخونة فمازالوا في غيهم يعبثون وماتلك الهجمات عبر وسائل التواصل الإجتماعي إلا دليل لمحاربة هذه الدولة العظمى فعند كل إعلان لمشروع ناجح أو إفتتاح لآخر أو إنتهاء لمبادرة ناجحة إلا وتعلوا تلك الأصوات الهدامة والتي تنادي بالتكذيب ومحاولة إثارة الجهلة والسُفهاء لثني هذا الأسطورة ولي العهد فكلما خبت نارهم زدناهم سعيرا ، حيث يلجمهم ولي العهد البطل الشجاع بين وقتٍ وآخر بسوطٍ يلهبهم من نجاح إلى نجاح ، فيرتفع صراخهم وعويلهم فلا يلتفت لهم بل يقود قطار التنمية الإقتصادية والسياسية بسرعة عالية جداً لا يستطيع أحداً ملاحقته فلا يملكون بعد ذلك إلا الصياح والنباح وكان آخر هذه الهجمات ولن تكون الآخيرة الفلم المسمى (حياة الماعز ) والتي يحاولون من خلاله إظهار السعودي بالمسعبد للإنسان والمتسلط ويتناسون متعمدين تلك المواقف البطولية في كل مكان وزمان فالسعودية العظمى شعباً وقيادة هم يعرفون معنى البطولات الحقيقية والإنسانية المتجذرة فيهم والأعمال هي من تتحدث عن هذه البلاد العظيمة بولاة أمرها و شعبها النبيل والتي يندر وجودها في العالم أجمع ، و الله غالب على أمره ولو كره الكافرون .
فأسموا أنفسهم الخونة من حيث لايشعرون ( بجماعة الماعز ) أو المعيز لأن حياتهم وأفكارهم تتشابه إلى التطابق تماماً مع حياة المعيز والبهائم ،، فهم لا يفقهون شيئاً ولا يعقلون ( لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ ءَاذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَآ ۚ أُوْلَٰٓئِكَ كَٱلْأَنْعَٰمِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْغَٰفِلُونَ.
ويعتقدون بأنهم محور العالم وأن البشر منشغلٌ بهم فمازالوا في غيهم وعبثهم ، والقافلة تسير والكلاب تنبح ، وما ضر السحاب نباح الكلاب .
فالله الله يا أبناء وبنات الوطن خاصة والخليج عامة الله الله في دينكم وولاة أمركم وعُلمائكم وبلادكم وبكل شريف محب للإسلام وأهله لا تكونون طريقاً سهلاً للأعداء ليعبثون بأمنكم وأعراضكم وثرواتكم وأوطانكم فأنظروا لمن حولكم ممن صدقهم فعاثوا فيهم وفي أرضهم فساداً .
نسأل الله أن يرد على المسلمين أمنهم وإيمانهم وأوطانهم وأن يولي عليهم خيارهم وأن يحفظ علينا ديننا وولاة أمرنا وبلادنا …
بقلم
عائض الشعلاني