أكدت مدينة الملك سعود الطبية، عضو تجمّع الرياض الصحي الأول، إمكانية أن يكون سبب الإصابة بمتلازمة الطفل الأزرق ناتجًا عن التسمم في بعض المواد كالنترات، مشيرةً إلى أنه في الحالات الشديدة من ميتهيموجلوبينية الدم قد يحتاج لدواء يسمى “أزرق الميثيلين”، ويؤخذ عن طريق الحقن الوريدي الذي قد يعكس الحالة ويوفر الأكسجين للدم؛ لكنه لا يُصرف إلا بأمر الطبيب، أما في الحالات الخفيفة للطفل الأزرق فقد يكتفي الطبيب بمراقبة الرضيع؛ للتأكد من عدم تطور الأمر لديه لدرجة خطيرة.
وأوضح استشاري طب حساسية ومناعة الأطفال الدكتور عبدالوهاب الأيوبي أن متلازمة الطفل الأزرق عبارة عن حالة مَرَضية قد تصيب الرضع؛ نتيجة عجز الدم عن إيصال الأكسجين بكميات كافية إلى أنسجة جسم الرضيع، لافتًا إلى أن أبرز هذه العيوب الخلقية في القلب تتمثل في متلازمة رباعية فالو، وأيضًا هناك أسباب أخرى للعيوب الخلقية للقلب لوجود خلل خلقي في الكرورموسومات كمتلازمة داون وغيرها.
وأشار “الأيوبي” إلى أن علاج المتلازمة يعتمد على سبب الازرقاق، فإن كانت السبب بالعيوب الخلقية في القلب؛ فقد يحتاج الرضيع إلى جراحة لتصحيح الاختلال وعادة تتم هذه العملية قبل بلوغ الرضيع العام، ويفضل في سن الستة أشهر، وإن نجحت العملية يستطيع الرضيع وقتها أن يحصل على مزيد من الأكسجين، فيختفي اللون الأزرق، وقد تجرى العمليات على مراحل، وقد يكون التحسن جزئيًا.
وأضاف “الأيوبي”: قد يكون سبب الازرقاق ميتهيموجلوبينية الدم بسبب التسمم بالنترات وبشكل أقل يكون خلقيًا، وتتمثل أبرز أعراضها في تحوّل لون الجلد إلى اللون الأزرق لاسيما في محيط الفم واليدين والقدمين وتحوّل لون بشرة الجسم إلى الرمادي خصوصًا عند تجاوز نسبة الميتهيموجلوبين 10%، وهناك أعراض أخرى مثل صعوبة التنفس والاختلاجات والإسهال والتقيؤ والإغماء والكسل، وفي بعض الحالات الحادة قد تسبب هذه المتلازمة وفاة الرضيع.
وختم منوهًا بأن معظم الأطفال المصابين بهذه المتلازمة بعد علاجهم يعيشون حياة طبيعية صحية دون آثار جانبية مزمنة، كما يجب تجنّب مصدر النترات إن كان التسمم به السبب بعدم استخدام مياه الآبار حتى بعد غليها، وتحديد كميات الأطعمة الغنية بالنترات كالبروكلي والسبانخ والجزر والبنجر وغيرها، ويوجد نوع أقل انتشارَا من ميتهيموجلوبينية الدم ولكنه خلقي وليس بسبب التسمم.